تنطلق يوم غد الإثنين في مدينة جنيف السويسرية أعمال الاجتماع السنوي لمنظمة الصحة العالمية، وسط أجواء يخيّم عليها قلق متزايد بشأن مستقبل المنظمة، بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية، أكبر مموليها، بموجب قرار تنفيذي وقّعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب فور تسلّمه منصبه في يناير الماضي.
ويجتمع المئات من مسؤولي المنظمة، إلى جانب ممثلين عن الدول الأعضاء، والمانحين، ودبلوماسيين، في سلسلة من الجلسات والنقاشات التي تمتد لأسبوع كامل، تتخللها عمليات تصويت واتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بمستقبل الصحة العالمية.
ويُعدّ الاجتماع فرصة دورية لتقييم قدرات المنظمة التابعة للأمم المتحدة، التي تلعب دوراً محورياً في التصدي لتفشّي الأوبئة، والموافقة على اللقاحات، وتعزيز الأنظمة الصحية في الدول النامية. إلا أن هذا العام يحمل طابعاً استثنائياً مع اشتداد الضغوط على المنظمة لتقليص حجم عملياتها في ظل الأزمة التمويلية الخانقة الناتجة عن انسحاب واشنطن.
ويُطرح خلال الاجتماعات تساؤل رئيسي: كيف ستتمكن منظمة الصحة العالمية من الاستمرار في أداء مهامها الحيوية، في ظلّ تصاعد الأزمات الصحية حول العالم، من تفشّي الكوليرا في بعض الدول الإفريقية، إلى ظهور حالات جديدة من الجدري في مناطق متفرقة، دون دعم شريكها المالي الأبرز
ويؤكد مراقبون أن قرارات هذا الاجتماع ستكون حاسمة، ليس فقط في تحديد أولويات المنظمة للفترة المقبلة، بل في رسم معالم مرحلة جديدة من العمل الصحي الدولي في ظل واقع سياسي وتمويلي متغيّر.