الحدث بريس – الرباط
جسد المكتسب الجديد للجنود المغاربة بالكركرات، فخرا للأمة المغربية وامتدادا للتاريخ الحافل بالإنجازات التي حققتها جحافل الجيوش المغاربة على مدى عقود طويلة من الزمن، تجذرت بميلاد الدولة العلوية لتثمر وتصل إلى قمة أوجها مع قيادة الملك محمد السادس، وهذا بفضل الجنرالات والكوموندارات الأشاوس على رأس هذه الجيوش كالجنرال الصفريوي والكومندار إدريس الحارثي على سبيل الذكر لا الحصر. وقد عودتنا القبائل المغربية برجالاتها وبلائهم في المعارك، وما الجنرال فاروق بلخير، إلا أسدا من هذه العرائن، حيث أن قيامه بقيادة الجنود المغاربة في عملية الكركرات دليل واضح على قوة بصيؤته وحنكته العسكرية التي اكتسبها من قوة تكوينه وخبرته الميدانية، والتي اكتسبها خلال خوضه لمعارك الشرسة ضد مرتزقة البوليساريو وكل من يدعمها من أعداء الوحدة الترابية المغربية، قبل أن يتم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار سنة 1991، فمن يكون الجنرال فاروق بلخير، الذي أبهر المغاربة ومتتبعي ملف الصحراء المغربية، بدقة ومهنية وفعالية العلمية التي باشرها بمنطقة الكركرات، حيث استطاع السيطرة على الوضع في وتشطيب جرذان البوليساريو في ظرف ساعة من الزمن، وسط جو من الاحتفال من طرف المغاربة بهذا الانتصار الكبير؟
الجنرال دو ديفيزيون فاروق بلخير، قائد المنطقة الجنوبية، من مواليد دوار ادبوشنى بجماعة ميرلفت سنة 1950. التحق بصفوف الجيش المغربي من خلال ولوجه إلى الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس، وذلك بعد حصوله على شهادة الباكالوريا 1968، ليتخرج من الأكاديمية بعد ثلاث سنوات من الدراسة سنة 1972 برتبة ملازم ثاني، قبل أن يحصل على رتبة ملازم أول سنة 1974. وقد تم تعيين الجنرال بلخير بالأقاليم الجنوبية للمملكة سنة 1973، أي بعد سنة واحدة فقط من تخرجه، حيث أسندت له عدة مهام من بينها قيادة عدة وحدات عسكرية ميدانية، وذلك بفضل الترقيات التي كان يحصل عليها، كما شارك على مدار عقدين من الزمن في عدة معارك للدفاع عن الوحدة الترابية والوطنية للمملكة ضد أعداء الوحدة الترابية الممثلين في ميليشيات البوليساريو والجهات التي تدعمها، إلى أن تم وقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في شتنبر 1991 تحت إشراف الأمم المتحدة.
وقد راكم الجنرال بلخير تجربة مهمة مكنته من المشاركة في عدد من المنجزات الاستراتيجية، والتي كان على رأسها المساهمة في بناء الجدار الأمني العازل، الذي شكل سدا منيعا للتصدي لهجمات المليشيات الانفصالية المدعمة ماديا ولوجيستيكيا وإعلاميا من طرف الجزائر، إذ ساعدته خبرته الميدانية وإلمامه التام بتضاريس الصحراء على أن يكون الشخص المناسب للإشراف على القيادة الجنوبية، في ظروف كان يشهد فيها المعبر الحدودي توترات خلفتها استفزازات بلطجية البوليساريو المتواصلة، والتي قابلها المغرب بضبط كبير للنفس، والتصرف بحكمة ورزانة، والتحلي بروح المسؤولية، في احترام تام للشرعية الدولية وما تمليه الأعراف الدولية.
ولم تتوقف سلسلة نجاحات وإنجازات الجنرال بلخير هنا، بل استمر في مواصلة تكوينه المستمرعلى المستوى النظري والعملي والميداني، توج بحصوله على دبلوم الدراسات العسكرية العليا من الكلية الحربية الفرنسية، وذلك بعد ترقيته في أواسط ثمانينيات القرن الماضي إلى رتبة رائد “كومندار”، وهي الرتبة التي تصنف في خانة الضباط السامين. علاوة على هذا، فقد وشح الجنرال بلخير أوسمة حازها تنويها بخدماته الجليلة التي قدمها لوطنه وإخلاصه للوطن ولشعار المملكة : الله ـ الوطن ـ الملك. وقد تم تعيينه سنة 2006 رئيسا للمكتب الثالث بالمنطقة الجنوبية بأكادير ورئيسا لأركان الحرب بها، كما عينه الملك محمد السادس مفتشا لسلاح المشاة سنة 2015، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى حين تعيينه قائدا للمنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية.
ويعتبر الجنرال بلخير فاروق من خيرة الجنرالات بالقوات المسلحة الملكية، بفضل خبرته العالية تميز بها واكتسبها على امتداد المدة التي قضاها على رأس وحدات ميدانية بالأقاليم الجنوبية، والمعارك الضارية التي خاضها ضد أعداء وحدة الوطن، ويتمتع أيضا بكاریزما وذكاء شاحذ ساعده على آداء مهامه ومسؤولياته بسلاسة ودقة، وهذا بشهادات زملائه من كبار الضباط بالقوات المسلحة الملكية، ومن اشتغلوا معه وتحت إمرته من الجنود.