يُعدّ شهر رمضان من الأشهر المقدسة لدى المسلمين، حيث يتميز بطقوسه الخاصة وعاداته التي تختلف من منطقة إلى أخرى. كما أنه يُعرف بمظاهره الروحانية والدينية التي تميزه عن باقي الأشهر الحُرُم في السنة الهجرية، إذ يعتكف المسلمون في المساجد لأداء الصلوات وقراءة الذكر الحكيم، إضافةً إلى ازدياد مظاهر التكافل الاجتماعي وصلة الأرحام، مما يُعزز العلاقات الأسرية.
ارتفاع وتيرة الاستهلاك
تشهد الأسواق المغربية خلال شهر رمضان إقبالًا كبيرًا على شراء مختلف أنواع الخضر والفواكه، مما يعزز الفاعلية الاقتصادية ويرفع الطلب على المواد الاستهلاكية. وأكد مهدي فتح الله، تاجر بسوق حي أزلي بمراكش، أن لكل مواطن نمطًا خاصًا في التسوق خلال هذا الشهر، خصوصًا فيما يتعلق بالإقبال على الحلويات الرمضانية التقليدية.
وأشار المتحدث ذاته، في تصريحه لجريدة “الحدث بريس” الإلكترونية، إلى أن الحلويات الرمضانية، مثل “الشباكية” و”سلو”، تشهد طلبًا متزايدًا، رغم التذبذب في أسعارها بين الارتفاع والانخفاض، غير أن ضرورتها على موائد الإفطار تجعل المواطنين يُقبلون على شرائها باستمرار.
البعد الحضاري
يفرض شهر رمضان على المسلمين، عامةً، والمغاربة، خاصةً، سلوكًا حضاريًا مميزًا على المستويات التعبدية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسلوكية.
وتظهر الأسواق المغربية مزينة بمختلف أنواع المنتجات الاستهلاكية، غير أن هذا الإقبال ينعكس على الأسعار، إذ صرّح عبد الله نويبات، أحد زبائن السوق النموذجي بالحي المحمدي في مراكش، لجريدة “الحدث بريس” الإلكترونية، بأن القدرة الشرائية للمواطنين لا تتناسب مع الأسعار المرتفعة في العديد من المحلات التجارية. كما كان هناك توقع بانخفاض أسعار المواد الاستهلاكية، وخصوصًا اللحوم الحمراء، بعد قرار إلغاء ذبح أضحية العيد.
وفي السياق ذاته، أكد عزيز ملاحظ، جزار بالسوق النموذجي، أن هذا القرار أدى إلى انخفاض ملحوظ في أسعار اللحوم الحمراء، مما كان في صالح المستهلكين، لكنه أثر سلبًا على المهنيين.
أما زكرياء التايهي، بائع السمك، فأوضح أن هناك مشاكل يواجهها التجار مع الزبائن بعد الجدل الذي أُثير حول بيع سمك السردين بسعر 5 دراهم، بينما السعر الحقيقي يصل إلى 15 درهمًا.
وبدوره، أكد مصطفى شرحاون، بائع خضروات في السوق ذاته، أن أسعار الخضر في متناول الجميع باستثناء بعض الأنواع، مثل البصل الذي يُباع بـ 12 درهمًا، لكنه أشار إلى إمكانية اختيار أنواع أخرى بأسعار أقل، مع توقع انخفاض أسعار الخضر مباشرة بعد انتهاء شهر رمضان.
قيم التكافل الاجتماعي
يتميز هذا الشهر الفضيل بتزايد مظاهر التكافل الاجتماعي والتضامن، حيث تُنظم مبادرات عدة، مثل توزيع القفف الرمضانية وإقامة موائد إفطار الصائمين.
وفي هذا الصدد، أوضحت أميمة الناجي، فاعلة جمعوية بمدينة مراكش، لجريدة “الحدث بريس” الإلكترونية، أن العمل الجمعوي يلعب دورًا أساسيًا ومحوريًا خلال شهر رمضان، حيث تتضاعف المبادرات الإنسانية التي تجسد قيم التكافل والتآزر. وأضافت أن المجتمع المدني يحرص على إطلاق مشاريع اجتماعية لدعم الفئات المحتاجة، بالتنسيق التام مع السلطات المحلية.
الجانب الروحي والديني
يحمل شهر رمضان طابعًا روحيًا وقدسية يعظمها المغاربة، حيث يزداد الإقبال على المساجد، خاصةً في صلاة التراويح، كما تنتشر حلقات الذكر وتلاوة القرآن، مما يعزز الأجواء الإيمانية.
وتساهم فعاليات المجتمع المدني، بتنسيق مع المجالس العلمية المحلية، في تنظيم مسابقات لتجويد القرآن والسيرة النبوية، التي تهدف إلى تعزيز التمسك بالقيم الدينية والروحية.
كل هذه العادات الرمضانية تشكل حلقة وصل بين العبد وخالقه، وتسهم في تقوية الجوانب الروحية والإيمانية، سواء خلال شهر رمضان أو بعد انتهائه.
محتويات
يُعدّ شهر رمضان من الأشهر المقدسة لدى المسلمين، حيث يتميز بطقوسه الخاصة وعاداته التي تختلف من منطقة إلى أخرى. كما أنه يُعرف بمظاهره الروحانية والدينية التي تميزه عن باقي الأشهر الحُرُم في السنة الهجرية، إذ يعتكف المسلمون في المساجد لأداء الصلوات وقراءة الذكر الحكيم، إضافةً إلى ازدياد مظاهر التكافل الاجتماعي وصلة الأرحام، مما يُعزز العلاقات الأسرية.ارتفاع وتيرة الاستهلاكتشهد الأسواق المغربية خلال شهر رمضان إقبالًا كبيرًا على شراء مختلف أنواع الخضر والفواكه، مما يعزز الفاعلية الاقتصادية ويرفع الطلب على المواد الاستهلاكية. وأكد مهدي فتح الله، تاجر بسوق حي أزلي بمراكش، أن لكل مواطن نمطًا خاصًا في التسوق خلال هذا الشهر، خصوصًا فيما يتعلق بالإقبال على الحلويات الرمضانية التقليدية.وأشار المتحدث ذاته، في تصريحه لجريدة “الحدث بريس” الإلكترونية، إلى أن الحلويات الرمضانية، مثل “الشباكية” و”سلو”، تشهد طلبًا متزايدًا، رغم التذبذب في أسعارها بين الارتفاع والانخفاض، غير أن ضرورتها على موائد الإفطار تجعل المواطنين يُقبلون على شرائها باستمرار.البعد الحضارييفرض شهر رمضان على المسلمين، عامةً، والمغاربة، خاصةً، سلوكًا حضاريًا مميزًا على المستويات التعبدية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسلوكية.وتظهر الأسواق المغربية مزينة بمختلف أنواع المنتجات الاستهلاكية، غير أن هذا الإقبال ينعكس على الأسعار، إذ صرّح عبد الله نويبات، أحد زبائن السوق النموذجي بالحي المحمدي في مراكش، لجريدة “الحدث بريس” الإلكترونية، بأن القدرة الشرائية للمواطنين لا تتناسب مع الأسعار المرتفعة في العديد من المحلات التجارية. كما كان هناك توقع بانخفاض أسعار المواد الاستهلاكية، وخصوصًا اللحوم الحمراء، بعد قرار إلغاء ذبح أضحية العيد.وفي السياق ذاته، أكد عزيز ملاحظ، جزار بالسوق النموذجي، أن هذا القرار أدى إلى انخفاض ملحوظ في أسعار اللحوم الحمراء، مما كان في صالح المستهلكين، لكنه أثر سلبًا على المهنيين.أما زكرياء التايهي، بائع السمك، فأوضح أن هناك مشاكل يواجهها التجار مع الزبائن بعد الجدل الذي أُثير حول بيع سمك السردين بسعر 5 دراهم، بينما السعر الحقيقي يصل إلى 15 درهمًا.وبدوره، أكد مصطفى شرحاون، بائع خضروات في السوق ذاته، أن أسعار الخضر في متناول الجميع باستثناء بعض الأنواع، مثل البصل الذي يُباع بـ 12 درهمًا، لكنه أشار إلى إمكانية اختيار أنواع أخرى بأسعار أقل، مع توقع انخفاض أسعار الخضر مباشرة بعد انتهاء شهر رمضان.قيم التكافل الاجتماعييتميز هذا الشهر الفضيل بتزايد مظاهر التكافل الاجتماعي والتضامن، حيث تُنظم مبادرات عدة، مثل توزيع القفف الرمضانية وإقامة موائد إفطار الصائمين.وفي هذا الصدد، أوضحت أميمة الناجي، فاعلة جمعوية بمدينة مراكش، لجريدة “الحدث بريس” الإلكترونية، أن العمل الجمعوي يلعب دورًا أساسيًا ومحوريًا خلال شهر رمضان، حيث تتضاعف المبادرات الإنسانية التي تجسد قيم التكافل والتآزر. وأضافت أن المجتمع المدني يحرص على إطلاق مشاريع اجتماعية لدعم الفئات المحتاجة، بالتنسيق التام مع السلطات المحلية.الجانب الروحي والدينييحمل شهر رمضان طابعًا روحيًا وقدسية يعظمها المغاربة، حيث يزداد الإقبال على المساجد، خاصةً في صلاة التراويح، كما تنتشر حلقات الذكر وتلاوة القرآن، مما يعزز الأجواء الإيمانية.وتساهم فعاليات المجتمع المدني، بتنسيق مع المجالس العلمية المحلية، في تنظيم مسابقات لتجويد القرآن والسيرة النبوية، التي تهدف إلى تعزيز التمسك بالقيم الدينية والروحية.كل هذه العادات الرمضانية تشكل حلقة وصل بين العبد وخالقه، وتسهم في تقوية الجوانب الروحية والإيمانية، سواء خلال شهر رمضان أو بعد انتهائه.