عقدت اللجنة الإقليمية لليقظة والتتبع، أمس الاثنين بميدلت، اجتماعا للتنسيق خصص لبحث وعرض التدابير الاستباقية التي اتخذتها السلطات المحلية لمواجهة آثار موجة البرد القارس خلال فصل الشتاء.
ويندرج هذا الاجتماع، الذي ترأسه عامل إقليم ميدلت، عبد الوهاب فاضل، بحضور السلطات الأمنية ورؤساء المصالح الخارجية ورؤساء الجماعات الترابية المعنية، في إطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية لتقديم الدعم اللازم للمواطنين المتضررين من الظروف المناخية الصعبة وموجة البرد الشديدة التي تشهدها مناطق في المملكة.
وأبرز السيد فاضل، في كلمة بالمناسبة، أن اللقاء يندرج في سياق تعبئة شاملة تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى حماية المواطنين والحفاظ على أمنهم وكرامتهم في مواجهة هذه الظروف المناخية القاسية التي تشهدها بعض مناطق المملكة.
ودعا جميع المتدخلين والسلطات المختصة إلى المشاركة الفعالة في تنفيذ المخطط الإقليمي، وتعبئة كافة الموارد البشرية واللوجستية اللازمة للتخفيف من آثار هذه الظاهرة وتعزيز تعبئة الفرق على الميدان لضمان التدخلات السريعة والفعالة.
وتميز هذا اللقاء بتقديم عروض من قبل ممثلي مختلف القطاعات المعنية بموجة البرد الذين أبرزوا الجهود المبذولة للتخفيف من تأثير موجة البرد على ساكنة الإقليم.
وأكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بميدلت، سعيد العريبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، التعبئة القوية للسلطات المحلية بالتنسيق مع القطاعات المعنية لمواجهة تداعيات الظروف المناخية القاسية، مشيرا إلى تقديم الدعم والمساعدة لفائدة الساكنة في الحالات الحرجة والعاجلة، لا سيما النساء الحوامل والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة وكبار السن والأشخاص بدون مأوى.
كما أبرز جهود فتح الطرق والمقاطع في حال تضرر حركة السير وعمليات الإخلاء بالمروحية، فضلا عن تحديد الاحتياجات المحتملة من الحطب والأغطية والمواد الغذائية والأعلاف للماشية، مشيرا إلى أن إجراءات مكافحة آثار موجة البرد تهم 220 دوارا (حوالي 138 ألف نسمة)، أي حوالي 48 في المائة من مجموع سكان الإقليم.
من جهته، أوضح المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك، عصمان بنداود، أن إقليم ميدلت يضم شبكة الطرق المعنية بتساقط الثلوج تصل إلى 700 كلم، مبرزا الإجراءات المستمرة والفعالة لضمان انسيابية حركة السير.
وأضاف أن المديرية الإقليمية عبأت طواقم بشرية ولوجستية كبيرة تحسبا لتساقط الثلوج، بما في ذلك الجرافات وكاسحات الثلوج، بهدف ضمان انسيابية واستمرارية حركة السير، داعيا مستخدمي الطريق إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتفاعل بشكل إيجابي ومسؤول مع نشرات الطقس الإنذارية.
وعلى مستوى القطاع الصحي، برمجت المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية ثمانية قوافل طبية متعددة التخصصات تهدف إلى تقريب الخدمات الصحية من سكان المناطق المتضررة من موجات البرد، و289 وحدة طبية متنقلة في إطار عملية “رعاية”، بالإضافة إلى 86 سيارة إسعاف.
كما تم تحديد الاحتياجات من الموارد البشرية وسيارات الإسعاف والأدوية والأغطية وكافة المعدات الطبية.
وتنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس، تعبأت مصالح وزارة الداخلية، إلى جانب كافة الوزارات والإدارات المعنية ومختلف الفاعلين، من أجل اتخاذ إجراءات طارئة تهم تعبئة شاملة لكل الوسائل اللوجستية والموارد البشرية، بهدف تقديم الدعم والمساعدة للمواطنين حتى يتمكنوا من مواجهة موجة البرد التي تشهدها عدة جهات بالمملكة.
وفي هذا الصدد، تمت دعوة ولاة الجهات وعمال الأقاليم المعنية إلى التعبئة من أجل تتبع تطورات الوضع وتنسيق عمليات التدخل واتخاذ التدابير الاستباقية والوقائية اللازمة، من خلال سلسلة من الإجراءات الرامية إلى تخفيف العبء على الساكنة.