لم تكد قرعة مونديال كأس العالم روسيا 2018 التي أجريت الجمعة المنصرم، تنتهي معلنة تموقع المنتخب الوطني المغربي ضمن مجموعة تضم كلا من اسبانيا والبرتغال وإيران، حتى انطلقت موجة من ردود الفعل المتباينة التي لا تخلو من الدعابة في صفوف رواد صفحات وسائل التواصل الاجتماعي حول هذه النتيجة التي وضعت المغرب في خانة صعبة.
وتوزعت تعليقات رواد (فيسبوك) على الخصوص، على نتيجة هذه القرعة ما بين متفائل بحظوظ المنتخب المغربي في التأهل للدور الثاني من النهائيات رغم تموقعه في المجموعة الثانية التي وصفها كثير من المراقبين ب”مجموعة الموت”، ومتشائم بخصوص إمكانية تحقيق المنتخب الوطني لنتيجة جيدة أمام البرتغال بطلة أوروبا، وإسبانيا بطلة العالم سنة 2010، ومنتخب إيران، أحد أقوى منتخبات قارة آسيا.
وفي رد فعل على وقوع المنتخب مع فرق متقدمة على المنتخب المغربي في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، (البرتغال (الرتبة الثالثة)، واسبانيا (الرتبة السادسة)، وإيران (الرتبة 32)، قال أحد المعلقين على نتيجة القرعة “هل تذكر دعاء الوالدة لك بأن يلاقيك الله مع من هم أحسن منك؟ هذا بالضبط ما وقع مع المنتخب المغربي”.
وكان مدرب المنتخب المغربي، هيرفي رونار ، أكد في تصريح صحافي عقب الإعلان عن نتائج القرعة أنه “علينا أن نستغل كل حظوظنا في مجموعة صعبة، دون الشعور بأي نقص”، معتبرا أن المجموعة “بشكل عام صعبة للغاية، وهي كذلك من أصعب المجموعات، ولكن اللاعبين يجب أن يظهروا حافزا وطموحا كبيرا”.
صعوبة المجموعة التي وقع فيها المنتخب المغربي كان لها “وقع الصدمة” لدي العديدين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي. أحد هؤلاء قال متفكها باللهجة الدارجة المغربية ما معناه “الآن فقط عرفت لماذا لم يسجل علينا أي هدف خلال مرحلة الإقصائيات.. لقد كنا نخبئ هذه الأهداف ل”دواير الزمان” (تصاريف الزمن)” في توقع لأن تهتز شباك حارس المنتخب الوطني، منير المحمدي، كثيرا خلال المونديال.
وفي تعليق متفائل، كتب الشاب فؤاد على جدار صفحته في فيسبوك، “إنه كأس العالم. ولا يمكن أن نلج التظاهرة بشعور الخوف من أي منتخب.. إن شاء الله سنكون نحن الحصان الأسود في هذا المونديال”. ويطلق لفظ “الحصان الأسود” على أحد الفرق التي لا يتوقع أحد انتصارها بسبب قوة منافسيها فتفاجئ الجميع بعكس التوقعات.
وبلغة الواثقة من نفسها ومن ضمان المنتخب المغربي لبلوغ الدور الثاني، تقول إحدى الفتيات في تعليق ينطوي أيضا على تفاؤل حذر، “كان بودنا لو تبلغ البرتغال وإسبانيا مراحل متقدمة في هذه النهائيات، لكننا للأسف مجبرون على التضحية بإحداهما.. إن شاء الله يكون خير”.
ردود فعل المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي لم تقتصر فقط على كتابة الآراء، بل امتدت لتوظيف مقاطع فيديو مقتبسة من سلسلة الرسوم المتحركة الشهيرة (توم وجيري)، تضع فيها المنتخب المغربي في صورة (جيري) الذي يتغلب ب”دهائه” و”مناوراته” على القط (توم) ورفاقه.
ويتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيضا تعاليق تستدعي أحداثا تاريخية تدعوا للتفاؤل من قبيل فوز المنتخب المغربي على نظيره البرتغالي في مونديال المكسيك سنة 1986، إلى جانب استحضار مفاجآت أخرى لم تخل منها الدورات السابقة لتظاهرة كأس العالم لكرة القدم، والتي عرفت خروج منتخبات عريقة كانت مرشحة للفوز بالكأس، من الدور الأول.
وكان وزير الشباب والرياضة، السيد رشيد الطالبي العلمي، أكد الجمعة المنصرم بموسكو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب إجراء قرعة النهائيات، أنه بالرغم من وقوع المنتخب الوطني في مجموعة أطلق عليها “مجموعة الموت” أو “المجموعة القوية” فإنه “فريق متماسك ويتوفر على قدرات جيدة تمكنه من البصم على مشاركة متميزة في المونديال الروسي”.
بدوره، أكد مدرب المنتخب الإيراني كارلوس كيروز ، أن “كل مكونات المجموعة الثانية، بدون استثناء، صعبة جدا والتأهل سيكون للأجدر والأقوى”، معتبرا أن “المنتخب المغربي يبدو منتخبا قويا، والدليل تأهله الى نهاية كأس العالم بتفوق واضح على أحد الفرق الأفريقية المرجعية (كوت ديفوار) دون أن تتلقى شباكه ولو إصابة واحدة”.
يشار إلى أن المنتخب المغربي حقق “رقما قياسيا” عشية الصعود إلى نهائيات كأس العالم حيث امتلك المنتخب أقوى دفاع في التصفيات ولم تهتز شباكه على مدى المباريات الست، وهو المنتخب الوحيد الذي لم تسكن مرماه أي أهداف من بين المنتخبات العشرين المشاركة بالدور الأخير للتصفيات.
وسيخوض المنتخب الوطني أولى مبارياته برسم النهائيات ضد المنتخب الإيراني، وسيواجه خلال مباراته الثانية المنتخب البرتغالي، على أن يقابل خلال المباراة الثالثة المنتخب الإسباني.