وجّه أطفال يمثلون 25 دولة من مختلف قارات العالم، يوم الجمعة، نداءً مؤثراً للسلام، بلغات العالم الأربع: العربية، الإنجليزية، الفرنسية، والإسبانية، وذلك خلال حفل استقبال مميز احتضنه مجلس النواب المغربي بمناسبة الدورة السابعة عشرة للمهرجان الدولي “أطفال السلام”.
وجاء في نص النداء، الذي ألقته طفلة مشاركة، “نحن أطفال العالم، جئنا من مختلف القارات محملين بألف أمنية، حملنا حقائبنا لا لنهرب من الحرب، بل لنحمل للعالم نداء… نداء من قلوب بيضاء، لا تعرف غير الحب لغة، ولا غير الطفولة سلاحاً”. وأضاف النداء رسالة حازمة إلى العالم: “كفانا موتاً، كفانا نارا تأكل القلوب قبل البيوت، كفانا طفولة تدفن تحت الأنقاض، وتحاصر بالحصار، وتجلد بالجوع والعطش… أنصتوا إلينا، أنصتوا إلى أطفال العالم”.
ودعا الأطفال، خلال هذه التظاهرة الثقافية الكبرى، إلى بناء عالم خالٍ من الكراهية، عالم ترفرف فيه رايات المحبة، ويتوقف فيه صدى الحروب، ولا يُسمع فيه سوى ترانيم السلام والتفاهم والتعايش بين الشعوب.
وفي رسالة رمزية قوية، اختار الأطفال توقيع نداءهم من تحت قبة البرلمان المغربي، مبرزين دلالة المكان باعتباره منبر الشعب وصدى العدالة، ومشددين على أن هذا النداء ينطلق من “المغرب، أرض التعايش والتساكن، ومن عاصمة الأنوار والمحبة”.
وأكد المدير المؤسس للمهرجان الدولي “أطفال السلام”، عبد الرحمن الرويجل، أن هذه المحطة تشكل لحظة رمزية عميقة لإطلاق نداء السلام من قلب المؤسسة التشريعية المغربية، موضحاً أن 550 طفلاً من المشاركين في الدورة أسهموا في إعداد هذا النداء، الذي يعكس توقهم إلى عالم يسوده الوئام والتسامح.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح الرويجل أن هذه الفعالية تشكل مناسبة مثالية لتعزيز ثقافة السلام وترسيخ القيم الإنسانية النبيلة، وفي طليعتها المحبة والانفتاح والتعايش بين الثقافات.
وتخلل الحفل استعراض فني شارك فيه الأطفال بالأزياء التقليدية لبلدانهم، انطلق من ساحة البريد وصولاً إلى مقر البرلمان، حيث التُقطت صور تذكارية جماعية للوفود المشاركة، في مشهد احتفالي يعكس التنوع الثقافي والوحدة في آن واحد.
الحفل عرف أيضاً حضور الكاتب العام لمجلس النواب، نجيب الخدي، وممثلين عن هيئات ديبلوماسية وثقافية من مختلف دول العالم، ما منح الحدث بعداً دولياً يعكس روح الانفتاح التي يتميز بها المغرب.
ويُذكر أن هذه الدورة تنعقد بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، ومجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، وعمالة سلا، في إطار جهود ترسيخ قيم التسامح والتفاهم بين الثقافات، وتعزيز الفخر بالهوية المغربية والانفتاح على العالم.