قال خبير عسكري غربي إن إسرائيل فقدت السيطرة على الحرب في قطاع غزة، وإنه كلما طال أمد وقف إطلاق النار زاد الضغط على حكومة الحرب المصغرة في تل أبيب للاستمرار في عملية تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وذكر مايكل كلارك، أستاذ الدراسات الدفاعية الزائر في كلية كينغز لندن، والباحث المتميز في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أن وقف إطلاق النار المؤقت والإفراج عن الأسرى والسجناء سيبعث ارتياحا لدى الناس في أطراف الصراع بقطاع غزة، وسيحظى بترحيبهم بعد مرور 50 يوما من اندلاع الحرب.
ورغم هذه الأخبار الإيجابية، استدرك كلارك بالقول إن تعامل إسرائيل مع أزمة الأسرى تشي بأنها معرضة لخطر خسارة حربها.
وأشار في مقاله بصحيفة “صنداي تايمز” إلى أن إسرائيل حشدت 550 ألف جندي، ما يجعلها أقوى 20 مرة من القوة التي تنسبها لحركة حماس والبالغ قوامها 25 ألف مقاتل، معتبرا ذلك تفوقا كبيرا لخوض الحرب معها. ومع ذلك فقدت إسرائيل السيطرة على الأحداث.
ويرى كلارك أن قضية الأسرى تمنح حماس القدرة على التحكم في مجريات الصراع، “وهي بارعة في استغلال” الفرصة.
ولفت الخبير العسكري في مقاله إلى أن حكومة الحرب الإسرائيلية المصغرة، تضع مسألة استعادة الأسرى قبل أهدافها العسكرية المباشرة، متوقعا أن “تتلاعب حماس بمشاعر الجميع، وتثير اعتراضات لا معنى لها وتدقق بأكثر التفاصيل هامشية، وتتلكأ وتتعمد التشويش للضغط من أجل تحقيق أقصى فائدة سياسية”.
وأفاد بأنه باستطاعة قادة حماس أن يروا بوضوح، مثل بقية دول العالم، أن حكومة الحرب الإسرائيلية تنحني أمام الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة.
وأضاف أن المبعوث الأميركي للمنطقة، بريت ماكغورك، أدار خلية خاصة في واشنطن تولت التنسيق بشكل مكثف مع مكتب رئيس الوزراء القطري في الدوحة لوضع إطار لحزمة الصفقة “المعقدة” لتبادل الأسرى قبل الدفع بها الجمعة الماضي.
وقال إن الحكومة الإسرائيلية لم تكن الطرف الأهم في إنجاز تلك الصفقة، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول تحت ضغط داخلي متزايد من عائلات الأسرى الإسرائيليين- استعادة بعض النفوذ من خلال عرض تمديد وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام أخرى، بشرط إطلاق سراح 50 أسيرا آخرين خلال تلك الفترة.
وتوقع كلارك أن يستغل الجيش الإسرائيلي فترة التوقف المؤقت في إعادة تموضع قواته استعدادا للمرحلة التالية، “في محاولة لتحسين صورته الاستخباراتية، وإعادة تكديس الأسلحة تأهبا لهجوم جديد”.
ومما لا شك فيه -يقول الأكاديمي والباحث في مجال الدراسات الدفاعية- إن إسرائيل ستحتفظ بأسرى حماس الأكثر خطورة لديها، لمقايضة أفراد من الجيش الإسرائيلي.