الحدث بريس: ابراهيم بوفدام
بعد السخط العارم الذي عبرت عنه ساكنة مدينة تمارة المغربية الأصيلة الجدور والبعيدة كل البعد بآلاف الكيلومترات عن تقاليد الجزيرة العربية وسلفية وبرقع المشرق،وعلاقة بالصراخ وعبارات الشجب والتنديد الفايسبوكي لكل مغربي قح الذين عبروا عن غضبهم من إطلاق المجلس الجماعي الذي يسيره حزب “العدالة والتنمية”، لأسماء لدعاة الوهابية ووجوه سلفية مشرقيةعلى عدد من أزقة مدينة تمارة.
وبعد انكشاف الفضيحة في واضحة النهار بالدليل القاطع، ودرأ للرماد في عيون الأحرار، تفاعل رئيس الجماعة مع ذلك اليوم الأحد على الساعة 17:30 عبر الصفحة الفايسبوكية للجماعة لتقديم توضيحات حول هذا الجدل، ومؤكدا على اتخاذه لهذا القرار منذ 2006 واعترف بالخطأ الجسيم، والعذر أقبح من الزلة، حيث فسرها بسوء النية لمعارضيه، متناسيا سوء النية المبيتة لرئيس المجلس ومن معه بغية النيل وسلب الهوية المغربية والذاكرة الجماعية من المغاربة، والباسهم برقع المشرق على أزقتهم ومنازلهم والرغبة في ارجاعها أحياء رواية حي بني يقضان.
وبالمناسبة نستحضر اساءة المسمى “فيهد الشمري” الذي نال من كرامة المغربيات واقتصاد الوطن، وهو “الرجل” الذي يحمل الصفر على رأسه طوال حياته ولم يعي بذلك، ألا تكفي هذه الاهانة لرئيس المجلس لاقتلاع كل يافطة تحمل اسم يحيل ولو إشارة إلى هؤلاء الذين يكنون الحقد الدفين لازدهار المغرب بفضل مؤهلاته البشرية والطبيعية، بدون براميل نفط اصبح ثمنها أقل بكثير من ثمن “دلاحة واحدة” لزاكورة.
في نظري بفضل هذه الممارسات المقيتة يتم الاستمرار في التطاول على هوية المغرب الثقافية والحضارية والانسانية، والرغبة في الحاقها بحضارات شاربي بول البعير، فمن المعلوم والبديهي أنه لإطلاق اسم شخصيات ما على شوارع أو أزقة مدينة مغربية،تحكمها العديد من القوانين كتسمية المواليد الجدد،ويفترض أن يقوم المجلس ببحث حول الأسماء المقترحة والتداول في شأنها والنبش في تاريخها كي لا يتم قبول الا من يمثل رمزا بصم الذاكرة الجماعية الوطنية والمحلية، اعترفا وتقديرا للتضحيات الجسام والروح الوطنية والمجهودات التي قدمها بالغالي والنفيس من أجل الوطن.ومن خلال هذا النموذج لحزب “المصباح المنطفىء” افتضح أمر ترجمة اللاوعي المخيالي إلى ممارسات موثقة على جدران المنازل، لتمجيد تاريخ وثقافة المشرق وأتاتورك مصدر تمويل خطاباتهم السياسوية، بتسميات تنهل من الذاكرة الاخوانية، و أعلام ورموز الفكر الوهابي.
فعلى وزارة الداخلية أن تتدخل لتدارك وتصحيح نفس الخطأ إن تواجد في مختلف المدن المغربية لتطهيرها كما تطهر شوارعها وأزقتها من فيروس كورونا covid-19، وتخصيص دوريات لمراقبة جميع أسماء الشوارع والأزقة ومختلف الأماكن العمومية، لتعديل هذا الشطط الإخواني الممارس على هويتنا الحضارية والثقافية المتعددة الروافد طبقا للوثيقة الدستورية، وعلى المجتمع المدني كذلك التعبئة والإبلاغ عن مثل هذه الممارسات لردّ الاعتبار لرموز وشهداء ومقاومي جيش التحرير وأبطال المملكة المغربية الشريفة في جميع الميادين والمجالات.