الحدث بريس : متابعة
عجلت شكاوى وحدات العزل الصحي المتكفلة بمرضى كوفيد، وفرق تدخلها السريعة في محاربة انتشار الوباء بمختلف الجهات، من بطء وتيرة عمل مختبراتها الجهوية، بإعلان وزارة الصحة منتصف الأسبوع الجاري، عن تجهيز المعهد الوطني للصحة بالرباط، مختبرات متنقلة بالمعدات الضرورية وتوزيعها على مختلف الجهات لتعزيز العرض الصحي وتسريع الكشوفات المخبرية الخاصة بالإصابات الجديدة بفيروس”كوفيد-19″وحصر المتعافين منه، وذلك بموازاة انطلاق المرحلة الثالثة من حالة الطوارئ الصحية بالمغرب، والتي تمتد حتى العاشر من شهر يونيو المقبل.
أولى التجارب الميدانية للمختبرات المتنقلة التي تأتي، بحسب خطة لجنة القيادة الوطنية لليقظة والرصد الوبائي، لتفعيل التدابير الجهوية ضمن الخطة الاستراتيجية لتطويق مرض كورونا، والتي أعلن عنها مؤخرا وزير الصحة خالد أيت الطالب، تبتغي إجراء أزيد من 21 ألف فحص يوميا، لبلوغ كما قال مليونين من الفحوصات والاختبارات نهاية شهر يوليوز المقبل التي انطلقت، بحسب ما كشف عنه مصدر طبي لـ”أخبار اليوم” من جهة فاس- مكناس، والتي توصلت يوم الأربعاء الماضي بوحدة مخبرية متنقلة، مجهزة بمعدات وتقنيات من الجيل الثالث للكشف عن الفيروس، وذلك باستعمال تقنية تفاعل “البوليميرازي المتسلسل” والمشهور باسم الـ(PCR)، والتي تتميز بدقة نتائجها مقارنة مع الكشف السريع الذي تتفاداه حتى الآن، السلطات الطبية بالمغرب.
من جهتها، أوردت المديرية الجهوية للصحة بفاس، التي تتوفر على ثلاثة مختبرات ثابتة للتحاليل المخبرية للكشف عن فيروس”كوفيد-19″، موزعة بين المختبر الجهوي بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، ومختبرين بمدينة مكناس، الأول بمستشفاها الإقليمي محمد الخامس، والثاني بالمستشفى العسكري مولاي إسماعيل، أنها فكرت في تعزيز العرض الصحي لتطويق مرض كورونا بأقاليم الجهة، من خلال ترتيب عمل المختبر المتنقل بالأقاليم البعيدة عن المختبرات الثابتة بالجهة، حيث حط الرحال بإقليم صفرو، والذي اهتز مؤخرا على وقع ظهور بؤرة جديدة بثكنة القوات المساعدة بجماعة “عين الشكاك”، مخلفة حتى الآن، نحو 40 إصابة موزعة ما بين المصابين من أفراد قوات التدخل السريع التابعة لفرقة المخزن المتنقل ومخالطيهم وسط عائلاتهم داخل الثكنة وخارجها، فيما همّ الدافع الثاني لشروع المختبر المتنقل في إجراء تحليلاته بعاصمة مهرجان فاكهة الكرز، تسريع وتيرة الكشوفات الطبية وسط المخالطين والحالات المشتبه فيها، والتي تتطلب انتظار أزيد من ثلاثة أيام للحصول على نتائج التحليلات من المختبر الجهوي لفاس، حيث واجهت السلطات الصحية بصفرو صعوبات في الاستجابة للطلب المتزايد على إجراء التحليلات المخبرية على حالات مشتبه فيها بالتجمعات السكنية وكذا الوحدات الصناعية والتجارية، والتي قررت استئناف نشاطها بعد توقف حركتها على المرحلتين السابقتين لحالة الطوارئ الصحية، غير أن حلول المختبر المتنقل بمقر المندوبية الإقليمية للصحة بصفرو، مكن السلطات الصحية، بحسب ما كشف عنه مصدر طبي مسؤول، من إجراء نحو 900 تحليلة في أقل من 48 ساعة، استفاد منها، يضيف المصدر ذاته، عمال وحدة صناعية بصفرو وسائقو سيارات الأجرة، إضافة إلى وحدة صناعية بمدينة إيموزار كندر تقوم بتعبئة المياه المعدنية بإحدى العيون المشهورة بالمنطقة، تورد مصادر”أخبار اليوم”.
هذا، وينتظر أن تستفيد باقي أقاليم جهة فاس البعيدة عن المختبرات الثابتة لحظيرتيها فاس ومكناس، من خدمات المختبر المتنقل، خصوصا بإقليم تاونات البعيد عن عاصمة الجهة بنحو 80 كلم، والذي رصدت فيه 13 حالة توجد أربع منها تحت العلاج، إضافة أن إقليم الحاجب، الذي تفجرت فيه مؤخرا بؤرة جديدة وسط أفراد قوات الحرس الملكي، والذين رُحّلوا إلى قاعدتهم العسكرية لقضاء فترة الحجر الصحي، قبل أن تظهر وسطهم إصابات جديدة رفعت عدد الحالات المؤكدة بالإقليم إلى 120 حالة، فيما طالب أرباب الوحدات الصناعية والفلاحية والحرفية بالمناطق الصناعية لمدينتي فاس ومكناس، باستفادتهم من خدمات المختبر المتنقل لإخضاع عمالهم للتحليلات المخبرية استعدادا لاستئناف عملهم بعد عيد الفطر.