الحدث بريس : متابعة
استغلت بعض وكالات الأسفار والسياحة أزمة كورونا أبشع استغلال، فكانت أفضل حالا من جل الوكالات التي عانت من وطأة الفيروس اللعين، إذ كسرت حالة الطوارئ الصحية لـ”تساعد” أولئك الذين كانوا على استعداد لمنح مقابل مالي نظير التنقل بين المدن.
فإلى جانب سائقين و”حراكة” نشطوا تحركاتهم مؤخرا لنقل خارقي الحظر بمقابل مادي، استغلت وكالاتٌ رخص التنقل الاستثنائي لتحرك أسطولها من السيارات التي أوقفتها كورونا، فشرعت في تنظيم رحلات نقل مواطنين بين المدن، وبين الجهات أيضا. ولكي لا تُثير الشبهات لجأت إلى وضع “الحراكة” ضمن قائمة المشتغلين معها لنقلهم، بمقابل قد يتجاوز 1500 درهم، ويكون أكثر من هذا حسب طول المسافة. مستغلة بعض التجاوزات والتساهل الذي يحصل في بعض السدود الأمنية.
وسيصطدم تُجار الأزمات بالتعليمات التي أعطيت للتشديد في السدود، والتي أعطيت إلى عناصر الدرك الملكي على الخصوص، للحد من هذا الاستغلال الذي يتواطأ فيه المعنيون بالأمر والذين سينقلونهم، إذ لا يتردد كثيرون في منح مقابل مادي نظير التحاقهم بأهلهم أو بعملهم غير المهيكل، وهو ما يجده سائقون “همزة”. وهو ما يفسر ارتفاع عمليات “الحريك” مؤخرا، خصوصا قُبيل عيد الفطر.
وفي آخر مستجدات هذه الظاهرة، أفاد مصدر مطلع أنه تم اعتقال شخصين كانا ينقلان مواطنين من مدن الشمال صوب جهة درعة تافيلالت وجهة خنيفرة بني ملال، مقابل 1500 درهم للفرد، باستغلال رخص التنقل التي تحصل عليها هذه الوكالات، خصوصا أنهما استعملا سيارات رباعية الدفع. وقد جرى اعتقالهم، قبل أن يتبين أنهم ضمن شبكة تتوزع بين الجهات. ليُحالوا جميعا على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرشيدية الذي أمر بإيداعهم السجن.
قبل هذه العملية الأمنية، ذكر مصدر عليم أن شخصين تمكنا من التنقل صوب مدينة ميدلت من مدينة الحسيمة، مقابل 1000 درهم، عن طريق سيارة، وتساءل مصدرنا عن فعالية تلك السدود التي مر منها هؤلاء “الحراكة” وما يشكله ذلك من خطر لنقل الفيروس إلى تلمك المناطق الخالية من الفيروس. فيما تم ضبط 3 شبان على متن شاحنة في معبر بضواحي بني ملال، ادعوا أنهم يعملون مع سائقها، لكن بعد التحري ثبت أن السائق حصل منهم على حوالي 5000 درهم لإخراجهم من الدار البيضاء في اتجاه ميدلت وبعد ذلك إلى تازة.
كما استُعملت سيارة إسعاف لنقل أشخاص، ادعى أحدهم أنه مريض، من أزيلال إلى دمنات، ناهيك عن سيارات وعربات أخرى ظلت تعمل على “تهريب” مواطنين منذ بدء حالة الطوارئ قبل أن يتم ضبطها بعدما رفعت أنشطتها قُبيل العيد المنصرم.