الحدث بريس : متابعة
بعد الارتفاع الكبير الذي طرأ على أعداد المصابين بفيروس كورونا في الأيام الأخيرة في المغرب، أعلنت السلطات اتخاذ إجراء سريع، في وقت اختلفت التفسيرات بشأن سبب الارتفاع في الإصابات.
وأعلنت وزارة الصحة المغربية تعليق الإجازات السنوية للأطباء والعاملين في المستشفيات.
وجاء في وثيقة للوزارة نشرتها وسائل إعلام محلية في المغرب: “نظرا للتطور الذي تعرفه الوضعية الوبائية لانتشار كوفيد 19 ببلادنا (…)، تققرر ابتداء من 3 أغسطس منح الرخص السنوية حتى إشعار آخر وذلك لضرورة المصلحة”.
يأتي هذا القرار بعدما سجلت حالات الإصابة بـفيروس كورونا، المسبب لمرض “كوفيد 19″، ارتفاعا كبيرا في الآونة الأخيرة.
أرقام كبيرة
وسجل المغرب، الاثنين، 659 إصابة و19 حالة وفاة حديدة بالوباء، وهو أعلى رقم وفيات تشهده البلاد منذ وصول كورونا إليها قبل 5 أشهر.
ومع هذه الحصيلة، يرتفع إجمالي الإصابات في المغرب إلى أكثر من 26 ألفا، بينها 400 حالة وفاة، فيما تعافى نحو 19 ألفا.
وتجاوزت الإصابات الخميس والجمعة الماضيين أكثر من ألف إصابة في كل منهما.
ورغم هذه الأرقام، صدرت تحذيرات من أن انتشار فيروس كورونا، يتجاوز بكثير الأرقام الرسمية المعلن عنها في المغرب.
وقالت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة إن عدد المصابين المعلن عنه في الأيام الأخيرة لا يعكس عدد الإصابات الحقيقي.
ومنذ اكتشاف أول حالة مصابة بالفيروس في المغرب في مارس الماضي، حافظ منحنى الإصابات على ثباته في عشرات الحالات يوميا، قبل أن يشهد المنحنى ارتفاعا وصف بالصاروخي.
تفسير ارتفاع الإصابات
ويذهب الكثير من المتابعين للشأن الصحي المغربي، لتفسير أعداد الإصابات المتزايد بالارتباك الذي طغى على تنقل المغاربة قبيل عطلة عيد الأضحى، بعد قرار حكومي بمنع السفر من 8 مدن وإليها، مما أحدث حالة من الفوضى في محطات المسافرين وازدحاما كبيرا في الطرق.
أما رأي آخر، فيعتبر الارتفاع في أعداد المصابين أمرا طبيعيا، بعد دخول البلاد مراحل متقدمة من رفع القيود، خاصة أن ارتفاع الإصابات لا يخص المغرب وحده بل يشمل كل الدول التي اتخذت قرار التخفيف من تدابير مواجهة تفشي الفيروس.
ودفعت الأرقام المرتفعة للإصابات وزير الصحة المغربي خالد آيت طالب، للقول إن الحالة الوبائية في المغرب “أصبحت تدعو للقلق”، داعيا إلى ضرورة التقيد بالإجراءات الاحترازية.
الخطة الناجعة و التدبير الأمثل هو المزيد من الحيطة و الحذر و إعادة النظر في قرار رفع الحجر الصحي وعدم التسرّع في رفع القيود والتدابير والإجراءات المتخذة لحد انتشار عدوى هذه الجائحة القاتلة ،و إلّا سيكون هناك انهيار تام على جميع المستويات و كذا انهيار في المنظومة الصحية بشكل خطير، مما سيؤدي إلى تخبط و ارتجالية و عشوائية في كيفية تدبير الجائحة، لأن فيروس كورونا لم ينته بعد فهو ما زال يحتفظ بالقدرة على التفشي والانتشار،فظهور موجة أخرى لهذا الفيروس التاجي قد تقتل ملايين البشر.لذلك يجب عدم الاعتقاد مطلقا أنه موسميّ وسيختفي، مثل أي أنفلونزا عادية، خلال الصّيف… لذلك يجب على حكومتنا الموقرة فرض المزيد و المزيد من الإجراءات و التدابير الوقائية و توفير المزيد من المختبرات الصحية المتنقلة للتحاليل المخبرية من أجل تكثيف الكشف المبكر عن حالات الإصابة بدون أعراض و عن حالات إصابة بأعراض و عن البؤر الوبائية في كل القطاعات المهنية و التجارية و الصناعية و الإدارية و السياحية و غيرها من الأماكن العامة و الخاصة في كل مدينة و اقليم و جهة و في جميع ربوع الوطن من بادية و قرية و مدينة وكذلك تشكيل لجان خاصة للتتبع و المراقبة اليومية للتأكد من مدى إحترام أرباب المتاجر و المصانع و المعامل و الشركات و الفنادق و كل القطاعات السياحية و كل المعابر البحرية و الجوية و البرية كالمطارات و المحطات و الموانئ و كل قطاعات النقل و غيرها من القطاعات المهنية الحرة و غيرها للتدابير الإحترازية و الإجراءات الوقائية و للبروتوكول الصحي المعمول به ، لأن التراخي والتسامح واللا مبالاة في التعامل مع الجائحة ، بلا شك سوف يؤدي إلى مغامرة جد خطيرة و إلى كارثة سوف تكلفنا جميعا ثمنا باهضا, خاصة أننا مقبلون على فصل الصيف موسم الاصطياف (الشواطئ) والسياحة و مناسبات أعياد و أعراس و حفلات و غيرها , فإعطاء الأولوية لتحقيق الأرباح الاقتصادية و المالية على حساب أرواح العاملات و العاملين في الضيعات الفلاحية و في القطاعات المهنية و الصناعية و التجارية و السياحية خطأ في مثل هذه الظروف و بهذه الطريقة ,و ليس ببعيد و لا استغراب في ذلك أن نسمع أو نكتشف كل مرة و كل يوم حالات اصابة بالجملة و بأرقام مهولة و هذا ما حدث بالفعل في هذه الأيام , هنا و هناك في هذه المدينة و تلك أو اقليم أو جهة ما, وذلك كله كان نتيجة رفع الحجر الصحي و نتيجة التسرع في المرور إلى مراحل من مخطط تخفيف الحجر الصحي الذي طال جميع القطاعات و كذا تقصير في احترام التدابير الإحترازية و الإجراءات الوقائية ,خاصة أن طبيعة الفيروس و طريقة انتشاره يستوجب الكثير من الحذر و عدم الاستخفاف و الإستهتار بهذا الوباء الخطير , كما حدث في بعض الجهات سواء التي تنتمي إلى منطقة التخفيف رقم 1 أو 2 على حد سواء و لا فرق بينهما حيث الحالة الوبائية بدأ يظهر مؤشرها من سيئ إلى أسوء لم يشهدها الوطن من قبل منذ بداية الجائحة , لذلك يجب المزيد من تشديد كل الإجراءات و التدابير الاحترازية و الوقائية والضرب بيد من حديد كل من حاول خرق هذه التدابير الصحية المتمثلة في اجبارية وضع الكمامة و التباعد الاجتماعي الجسدي وغيرها من الإجراءات و التدابير الصحية الأخرى و تطبيقها دون استثناء احد من ذلك، فالتسرع في الإعلان عن خلو أي مدينة أو جهة أو إقليم من وباء كوفيد 19 حتى و إن كانت هناك 00 حالة يعتبر أكبر خطأ, فقد اثبتت دراسات علمية كثيرة أن المتعافين من فيروس كورونا قد يصابون بمرض قاتل بسبب تفاعل الجسم و جهاز المناعة بكيفية مبالغ فيها مع العدوى،مما سيؤدي إلى إتلاف في الأنسجة على مستوى الدماغ و القلب و فشل الأعضاء مع احتمال الوفاة في أي لحظة، لذلك نقول أنه يتوهم كل من يظن أو يعتقد أنه قد تم النجاح في السيطرة و التحكم في جائحة كورونا و القضاء عليها , لأن مازال هناك الكثير من الخلايا النائمة من البؤر الوبائية للفيروس فبؤرة وبائية واحدة يمكن أن تؤدي إلى مئات من البؤر الأسرية ثم العائلية و المهنية و شخص واحد مصاب او مخالط يمكن أن يعدي آلاف الأشخاص ،،، سواء تلك المتمثلة في المخالطين الغير المعروفين أو تلك المتمثلة في أشخاص لم تبدو عليهم بعد أعراض المرض و الذين لم يخضعوا للكشف المخبري و التحاليل المخبرية و التي تنتشر في جهات عديدة من الوطن منها ما تم اكتشافها و معروفة و الأخرى ما زال لم يتم اكتشافها بعد و التي تتنقل من بلد إلى بلد ومن مدينة إلى مدينة و من جهة إلى جهة و من إقليم إلى إقليم عبر السفر و كثرة حركة التنقلات و الازدحام في المطارات و المحطات و الموانئ واحتكاك المواطنين بعضهم ببعض في المعامل و المصانع و في السيارات و الحافلات و القطارات و الأسواق و المتاجر و المنتزهات و الحدائق و الملاهي و المراقص و المقاهي و الفنادق والحمامات و الشواطئ و المسابح ،وهذا حتما سيؤدي إلى ظهور الوباء من جديد و انتشاره بطريقة مهولة خاصة عندما يستجمع قواه و يجد أرضا خصبة ويتحول إلى عدوى أشد فتكا من كورونا و بشكل أقوى من الأول ،،،لذلك يجب على جميع المواطنات و المواطنين أن يلزموا بيوتهم قدر الإمكان و لا يخرجون إلا لضرورة قصوى و أن يتجنبوا الاختلاط و التجمعات،مع احترام كل التدابير الصحية المتمثلة في النظافة الدائمة و الكلية و وضع الكمامة و التباعد الإجتماعي و الجسدي في كل الأماكن الخاصة و العامة ، و يجب الحذر و كل الحذر من الإنزلاق في التسرع في الحكم على أن الوباء قد تم القضاء عليه أو من فتح الأبواب على مصراعيها لإنتشار هذا الوباء الفتاك من جديد و الدخول في مغامرة تؤدي إلى عواقب وخيمة و خطيرة جدا…
كلنا مسؤولون…و لا يجب استثناء أحد من مسؤولية انتشار الوباء بهذه الطريقة المهولة و الخطيرة…و كل قرار غير صائب قد يضر بسلامة البلاد و العباد و كل تقصير و تهاون و تراخ و استهتار و تسامح و اللامبالاة في التعامل مع هذه الجائحة يعد خيانة للوطن أجمع, و جريمة بشعة يجب أن يعاقب عليها القانون هذا هو رأيي,,, اللهم احفظ بلاد المغرب ملكه و شعبه من كل سوء وبلاء و من كل مرض و وباء آمين يا رب العالمين
و حفظ الله جلالة الملك محمد السادس حين قال:
(… وإذا كان من الطبيعي أن يشعر الإنسان، في هذه الحالات، بنوع من القلق أو الخوف؛ فإن ما أعطانا الثقة والأمل، هي التدابير والقرارات الحاسمة التي اتخذناها، منذ ظهور الحالات الأولى، لهذا الوباء بالمغرب…)
( …وهي قرارات صعبة وقاسية أحيانا، لم نتخذها عن طيب خاطر ؛ وإنما دفعتنا لها ضرورة حماية المواطنين، ومصلحة الوطن….)
(… أقول بكل صدق: إن عواقب هذه الأزمة الصحية ستكون قاسية، رغم الجهود التي نقوم بها للتخفيف من حدتها…)
( …لذا، أدعو لمواصلة التعبئة واليقظة والتضامن، والالتزام بالتدابير الصحية، ووضع مخطط لنكون مجندين ومستعدين لمواجهة أي موجة ثانية من هذا الوباء، لا قدر الله، خاصة أمام التراخي الذي لاحظناه…)