الحدث بريس:متابعة.
يقول الفيلسوف الصيني لاوتزه (Lao-Tseu) ” أولئك الذين لا يعرفون يتكلمون، وأولئك الذين يعرفون لا يتكلمون، الحكيم من يعلم بأفعاله لا بكلامه”
خرج مرة أخرى المدعو “ياسين جلوني” في إحدى خرجاته الصفاحية، بضم الصاد وتشديد الفاء المفتوحة، نسبة إلى الصفاح، وهي الحجارة الرقيقة العريضة (الكرافيط)، ومعلوم أن هذه الحجارة معروفة، إن لم تثبت بالإسفلت المتين، لخطورتها على مرتادي الطريق، تتسبب في حوادث كثيرة.
ففي هذا الجو المغربي الذي أراد له جلالة الملك تفعيل المؤسسات وتحرير المواطن، يتشدق ياسين جلوني بالنتن من كلامه المتهور، الذي كان حرف واحد منه في عهد سنوات الرصاص، يجعل صاحبه يتبول على نفسه بمجرد التفوه به في أحلامه.
ففي خرجته الأخيرة، جاء ياسين يستشهد بهذيان رئيس جماعة الرشيدية، نسأل له الله الشفاء والهداية، بكون السلطات في إقليم الرشيدية تعرقل مسار التنمية في هذه الجهة، وذلك حسب ادعاء سفيه بأن المخزن ينهج سياسة التهميش بمناطق معينة من المغرب. فالسؤال المطروح. ما هي معالم التنمية التي بناها منتخبو العدالة والتنمية في جهة درعة- تافيلالت، منذ خمس سنوات خلت، أربعة منها قبل مجيء الوالي الحالي؟
إلا أن الجواب المعروف لدى القاصي والداني، وخاصة لدى ساكنة درعة- تافيلالت، هو أن هؤلاء المنتخبون صرفوا أموالهم في شراء بعض الجمعيات الساقطة، وصرف أموال طائلة في ما يسمى بالقفة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، بل أنها تبقي الفقر ولا تخلق التنمية وتحاول شراء الدمم للتمسك بكراسي لم تجلب للمنطقة إلا الويلات وهدر المال العام والتخلف المدقع.
فللسفهاء الذين يتكلمون ولا يعرفون، نخبرهم بأن الدولة، وبتوجيهات ملكية سامية، تسمو فوق باعة الدين والمتسيسين البلداء من العدالة والتنمية، خصصت أموال طائلة لبناء المنطقة وإخراجها من الوضع المتخلف الذي توجد عليه، من خلال الاستثمارات العمومية والتي قدرت قيمتها مابين 2016 و 2023 ما يناهز 21 ملايير درهم (21000 مليون درهم) بمجموع مشاريع مهيكلة وفي قطاعات مختلفة فاقت 3000 مشروع.
فبماذا سيواجه به رئيس الجهة ساكنة هذه المنطقة التي عطل التنمية بها، مستمتعا بنسيم الأطلسي في فيلته بالهرهورة وبالسفريات إلى بقاع العالم، وهو الذي عجز عن إخراج برنامج التنمية الجهوية إلى حيز الوجود ، هذا البرنامج الذي يتوجب إنجازه في السنة الأولى من عمر المجلس (2015) أي أربع سنوات من قبل مجيء الوالي الحالي، كما عجز في تمكين الجهة من المخطط الجهوي لإعداد التراب، وهما الوثيقتين اللتان تعتبران مرجعيتين لتحديد معالم التنمية بالجهة و استشراف مستقبلها، هذا بالرغم من المبلغ الضخم الذي خصص لإنجازهما والمحدد في 600 مليون سنتيم في إطار صفقة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها صفقة ضخمة، دسمة ومشبوهة .
بل أن حتى المشاريع التي أسندت للجهة في إطار برنامج التقليص من الفوارق المجالية والاجتماعية، والتي بلغت حصة الجهة منها أربعة ملايير ونصف المليار درهم تقريبا مابين 2017 و 2023، منها 2 ملايير درهم تخص الطرق بالأساس، عهد بإنجازها للجهة، فقد ظلت معطلة، هذا بالرغم من الفرقعات التي تصدر عن رئيس الجهة في كل لحظة وحين، محاولا الانتشاء بالإنجازات، والتي وصلت بالكاد إلى نسبة 70 في المائة بالنسبة لسنة 2017، فيما لم تتجاوز 30 في المائة سنة 2018، أما في سنة 2019 فلم تتخط نسبة الإنجاز 5 في المائة. فمن يا ترى هنا يتعين نعته بالمعرقل للمشاريع؟
ربما يقصد الشوباني براعته في الغياب الدائم عن الجهة وفي أصعب لحظاتها، حادثة الدرمشان وجائحة كورونا، ويقصد براعته أيضا في هدر المال العام في السفريات إلى الصين وتركيا وفرنسا واسبانيا، والتبذير في تمويل الجمعيات الموالية لحزبه ، وشراء أسطول من حافلات النقل المدرسي بحوالي 6 مليار سنتيم دون احترام مقررات المجلس ودون اتباع المساطر القانونية المعمول بها، والتي جعلت الشرطة القضائية المكلفة بجرائم الأموال تستدعيه للمثول أمامها بالنظر إلى حجم الاختلالات التي راكمها والشبهات التي تحوم حولها والتي تفوح منها رائحة الفساد.
أما فيما يخص التطبيل بكون الجهة ظلت تعاني من الهشاشة كمناطق أخرى سردها السفهاء، فلنسائل عما قام به حزب العدالة والتنمية، الذي تولى منذ 2011 إلى يومنا هذا، رئاسة الحكومة، ثم التجهيز والنقل والماء والطاقة والمعادن والتعليم العالي والشغل والأسرة والتضامن وووووو……؟
ما الذي أتيتم به لهذه المناطق؟ فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. أما التشدق بالكلام في جو من الحرية التي يضمنها الملك العظيم، فهذا ضرب من الكلام يعبر عن السفاهة وضحالة التفكير والسقوط السياسي والانحلال الخلقي وانعدام المسؤولية والفقر من روح الوطنية والمواطنة.
وكما قلنا على أن الحكيم يتكلم بأفعاله وليس بأقواله، فلندعو السفهاء إلى تصفح هذه الصور لمعلمة أقيمت في ثلاثة أشهر، وبأقل الموارد والتي لا تصل حتى إلى ثلث ما أنجزت به هذه المدارة بأزيد من ثمانية ملايين درهم (800 مليون سنتيم).
وهذه صور للمشروع ” العشوائي” الذي قام به الوالي ” المعرقل للتنمية بالجهة”
ماقبل 29 ماي
حاليا