لحدث بريس : المختار العيرج.
على الرغم من أن مواعد الاستحقاقات قد حددت تقريبا. و لم يعد يفصلنا عنها سوى أسابيع معدودة. فالمشهد السياسي يبدو محتشما والفاعلون في حيرة من أمرهم. فالقاسم الانتخابي أربك الجميع، و ساوى بين الأحزاب جميعها. فلا فرق اليوم بين كبير و صغير. و صار بالفعل صاحب التاج محتاجا. فعدد الأصوات التي استحوذ بفضلها حزب العدالة و التنمية على الأغلبية المطلقة و تمكن بها من تسيير دفة الشأن العام بمفرده في الولاية التي تشرف على نهايتها، مقصيا الجميع. و مستأثرا بالكعكة بلا شريك، لم يعد يساوي في ظل القاسم الانتخابي سوى عدد لا يغني و لا يسمن من جوع. و لن يمنح هذا الحزب، إن أدرك رقما مثله سوى مقاعد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة. لذلك كان اعتماد القاسم الانتخابي وبالا و نذير شؤم كطائر البوم على كل حزب يحلم بالتربع وحده على مقاعد المكتب المسير لهذه الجماعة .
الخريطة ستكون جد مبلقنة
ففي ظل أوضاع، هذه جزء من مواصفاتها. يبدو أن الخريطة ستكون جد مبلقنة و سيتراوح عدد الأحزاب الممثلة بجماعة الرشيدية بين 10 و 14 حزبا. أي أننا سنكون في سوق أو بورصة، و سيتحدد مصير المكتب وفق حسابات تتداخل فيها معطيات كثيرة. وسيتشكل على ضوء ذلك المكتب من 8 أو 10 أحزاب، وهو ما سيعقد مهمة «مايسترو » هذه « الجوقة ». وسيصعب عليه ضبط اللحن، والسير بالسفينة في هذا البحر اللجي بسلام و أمان. وستتعقد الأمور إذا وضعنا في اعتبارنا طبيعة العناصر التي ظلت تستحوذ على مناصب الجماعة و كأنه أصل تجاري خاص.
و بدون شك فإن نسبة هامة منهم ستعود إلى قواعدها و مقاعدها التي تفقه آليات حجزها لنفسها. لأنها خبرت السوق الانتخابية و تجارها و وسطاءها. فصار من باب تحصيل الحاصل أنها عائدة لكراسيها مع فارق ما سيترتب عن القاسم الانتخابي من ظروف و أوضاع. لكن هذه الفئة لا يهمها في شيء شكل التحالف و قيمته و مقاييس خدمته للمصلحة العامة. بقدر ما تستحوذ عليها حساباتها الخاصة، ما دامت نسبة هامة منها تجار وأصحاب مصالح. فالمقياس الأول مصلحي صرف، و إن ظل يغلف بالغيرة على المدينة والتباكي على حالها كشكل من أشكال ذر الرماد في العيون.
“رب ضارة نافعة”
إنه يبدو لي أن هذا القاسم الانتخابي، قد يكون من باب “رب ضارة نافعة”. إن عرفت النخبة التي ظلت أحوال الرشيدية تؤرقها بصدق كيف تستغل ما منحه للأحزاب الصغيرة من إمكانيات لولوج مجلس الجماعة. فلو تجندت في إطار جماعات لا تقل عن عشرة. وتقدمت للاستحقاقات عبر استغلال وسائط الاتصال الجماهيري. من واتساب و فيسبوك للتصويت على الوجوه الجديدة تحت شعار انقاذ الرشيدية و تحريرها من الزمرة المتسلطة على الشأن العام. لتم بالفعل انقاذ المدينة و تحويل الانتخابات لمعركة حقيقية بين الماضي و المستقبل .
و لا مجال لبلوغ هذه الأهداف. سوى بنبذ الأنانية و التسابق نحو المناصب، لذلك أقترح على هذه المجموعات العشر أن توسع دوائرها لتشمل في الحدود الدنيا خمسين متطوعا نزيها في كل مجموعة، يساهمون جميعا في أعباء الحملة ثم قبل تشكيل اللوائح يتم الاقتراع على الترتيب و ينخرط الجميع في المعركة تحت شعار ” انقاذ الرشيدية ” أو ” الرشيدية تناديكم ” … و بذلك ستتحول الحملة الانتخابية. لمعركة حقيقية بين طرفين، طرف ظل يحتل الكراسي منذ عقود بدون أن يتغير شيء و طرف طامح لتحقيق تراكمات كمية لاحداث النقلة النوعية التي لم تتحقق لهذه المدينة .
جمعيات المجتمع المدني نواة للفكرة
كما يمكن أن تكون جمعيات المجتمع المدني الكثيرة نواة لهذه الفكرة، فلطالما ظلت تستجدي جماعة الرشيدية مطالبة بمنح لتشتغل و تساهم من هذه الزاوية في تحسين ظروف الانسان و المكان، و عانت كثيرا من التهميش و الصد و الاحتقار، و حان الوقت لتتحول بالفعل إلى فاعل يدبر شؤون المدينة إن كانت متغلغلة جماهيريا و تمتلك الآليات و الشروط لتحويل هذه الفكرة إلى حقيقة و واقع. فالقوانين الانتخابية في الولاية المقبلة ستتيح امكانية تمثيل الساكنة و اقتراح البدائل و احداث الشرخ في ممارسات ظل الجميع يشتكي من سلبياتها و انعكاساتها .
إن شرط انجاح الفكرة يبدأ أولا من دمقرطة السلوك الفردي و الجماعي، و القبول بالانخراط في العملية بغض النظر عن الموقع و المكانة. و الرقم، بل سيكون الهدف تغيير النخب و تجديدها، و اذا عممت. الفكرة اقليميا و جهويا فإن أفقر جهة ستعطي المثال في التضحية و الانقاذ .