كشفت وثائق رفعت السرية عنها الجمعة، أن أقدم محاولة معروفة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الأميركية لاغتيال أحد قادة الثورة الكوبية، تعود إلى سنة 1960، عندما عرض عميل لها عشرة آلاف دولار على طيار، من أجل “ترتيب حادث” في طريق عودة راوول كاسترو من براغ إلى هافانا.
وتفيد الوثائق التي نشرها أرشيف الأمن القومي، أن الطيار الذي يدعى خوسيه راوول مارتينيز الذي جندته وكالة الاستخبارات المركزية، طلب في المقابل أن تتكفل الولايات المتحدة بالتعليم الجامعي لنجليه إذا مات أثناء العملية.
وقد وافقت وكالة الاستخبارات على ذلك، حسب وثائق معهد أبحاث أرشيف الأمن القومي الذي يتخذ من واشنطن مقرا له. لكن بعدما أقلع مارتينيز إلى براغ، تلقى مكتب السي آي ايه في هافانا أمرا بإلغاء المهمة دون أن يتمكن من الاتصال بالطيار.
وعند عودته، أشار الطيار إلى أنه “لم يتمكن من ترتيب الحادث الذي تم البحث فيه”. وكشفت هذه المعلومات بينما يستعد راوول كاسترو (89 عاما) شقيق فيدل كاسترو لمغادرة الساحة السياسية الكوبية، بتخليه عن قيادة الحزب الشيوعي الكوبي.
وبعد وفاة فيدل كاسترو في 2016، يطوي رحيل راوول كاسترو صفحة من تاريخ كوبا، وشعبها الذي لم يعرف سوى حكم الأخوين. وقال المحلل في أرشيف الأمن القومي بيتر كورنبلو لوكالة فرانس برس: “إن هذه الوثائق تذكرنا بفصل مظلم ومشؤوم في العمليات الأميركية ضد الثورة الكوبية، ومع اقتراب نهاية حقبة كاسترو رسميا لدى السياسيين الأميركيين فرصة للتخلي عن هذا الماضي، والمشاركة في مستقبل كوبا ما بعد كاسترو”.
وتحدى فيدل كاسترو الذي تولى السلطة في 1959 أحد عشر رئيسا أميركيا، ونجا من العديد من المؤامرات لاغتياله، والتي بلغ عددها 638 محاولة حسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كما نجا كذلك من محاولة فاشلة لإنزال كوبيين في المنفى مدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية في خليج الخنازير، في جنوب الجزيرة في نيسان/أبريل 1961.