اشتهرت مدينة تيزنيت العريقة الواقعة بجهة سوس ماسة، بصياغة الحلي الفضية بمختلف أشكالها وتجلياتها الثقافية العميقة. لتنجب أنامل نسائية قادرة على تطويع هذا المعدن الثمين وتشكيله بإتقان وخبرة في صنع الخواتم الفضية وغيرها..
ورغم الظرفية الصحية الصعبة التي يشهدها العالم، ومن بينه المغرب، بسبب تفشي جائحة كوفيد-19. إلا أن أنامل الصائغات التقليديات بتزنيت لا تزال تبدع، متحدية الإكراهات في تشكيل أنواع الحلي من “خواتم، وأقراط وقلائد وأساوروغيرها”. محافظة في الوقت ذاته على أصالة الحلي المغربي الأمازيغي.
وأكدت “أمينة اخربوش”، وهي نموذج للمرأة التي أبدعت في صياغة الفضة بتزنيت، أنها ورثت هذه الحرفة عن الآباء والأجداد الذين اشتغلوا طوال سنين على تشكيل هذا المعدن. مشيرة إلى أنها عملت على تطوير حرفتها ضمن قالب محلي يلائم الأذواق.
وأضافت، أنها آثرت البقاء في هذه الحرفة حتى بعد زواجها، مشيرة إلى أنها انخرطت في تأسيس “تعاونية تيفلوت ن نقورت” متخصصة في صياغة الحلي الفضية التقليدية.
وذكرت أن هذه التعاونية لا تزال تشتغل منذ تأسيسها، بالرغم من الإكراهات المرتبطة بانتشار العدوى. من أجل الإبداع والحفاظ على هذا الموروث الثقافي في انتظار تعافي القطاع السياحي الذي يرتبط به تسويق المنتوج بشكل كبير.
واستحضرت أمينة البعد الجمالي وأدوات الزينة، التي ميزت الثقافة المحلية، والتي لا تزال تجود بها أنامل تلك النسوة بالتعاونية التي انخرطت في تأسيسها، مثل “إسرسن” ( قلادة الرأس)، و”تيزرزيت” (الرمز الأمازيغي المحلي) و”النبايل” و”الخواتم” ، و”الخلالة” المزينة بالنقود القديمة، والقلادة المرصعة بالأحجار الكريمة وغيرها من الحلي التي ارتبطت بزينة المرأة.
وتبقى صياغة الفضة بهذه المدينة من بين الحرف الأصيلة التي تميز هذه الربوع الغالية.