يَبُث “اليوتيوبر” السعودي فهد سال مقاطع الفيديو الخاصّة به على قناته على موقع “اليوتيوب” من الإمارات، وهو مُؤثّر له مئات آلاف المُتابعين، ويُثير الجدل من حينٍ لآخر حول قضايا اجتماعيّة في بلاده والدول الخليجية، لكن دخوله على الأحداث الجارية في فلسطين، وجّه سهام الانتقادات الحادّة له
ودشن نشطاء وسماً “هاشتاق” طالبه بأن يخرس، على خلفية ما اعتبروه رأياً مشبوهاً، يتماشى مع حالة التطبيع التي يقودها بعض الإعلام الخليجي، والمؤثرين التابعين له على المنصات، ومحاولة طمس حقيقة حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وتشويه صورته كمعتدي على الإسرائيليين.
وقال سال، متسائلاً: “ليش تتضامن مع فلسطين، وأنت ما تعرف تاريخهم، وتساءل فهد في مقطع مصور عن أسباب التضامن مع فلسطين، في الوقت الذي يموت فيه كثيرون حول العالم”.
ويبدو أن محاولات الإعلام الخليجي، تشويه صورة النضال الفلسطيني، بعد حالة التطبيع الودية، لم تنجح في تغاضي العرب والمسلمين عما يحدث في فلسطين حالياً، وأقصاها، ومسرى رسولها، وعادت القضية تتصدر المنصات، والوسوم العالمية التي تصدرت دعماً لأهالي الشيخ جراح، وخطة تهجيرهم الخبيثة، ضمن مخططات صفقة القرن، وتطبيق يهودية القدس، وأن تكون عاصمة أبدية للدولة العبرية، بدون المقدسيين.
هذه المْحاولات الإعلامية الخليجية فشلت، بدليل حالة الغضب، والهجوم العربية والإسلامية التي طالت كل من سولت له نفسه التضامن المشبوه مع الكيان الاسرائيلي الغاصب، ففهد سال، لم يكن وحيدًا في محاولته تشويه الحقائق، فقد سبقه نشطاء خليجيون، كان من بينهم لاعب إماراتي، تبنى وجهة النظر الإسرائيلية فيما يتعلق بأحداث القدس، ووصف المرابطين بدنس الإرهاب.
“فهد سال إخرس”، كان الوسم “هاشتاق” الذي تصدر في العديد من الدول العربية والإسلامية، حيث رفض نشطاء ومغردون رأيه تماماً، وتساءل البعض عن حاجته لدراسة التاريخ، في قضية تاريخية، يعرف فيها الظالم، والمظلوم، وطالب آخرون فهد سال بمتابعة ما يحدث في فلسطين، ومشاهدة الظلم الذي ترتكبه قوًات الاحتلال الإسرائيلي بحق شباب وشابات فلسطين المحتلة، فيما استغرب ثالثهم تساؤل فهد حول التضامن مع الفلسطينيين، في حين لا يكون تضامنا مع أناس كثر يموتون حول العالم، بأن العرب تضامنوا مع أهل اليمن، وسورية، والعراق، وهذا لا يمنع حقيقة أن فلسطين لها أولوية خاصة في قلوب الشعوب، فهي المدينة المقدسة، وعزيرةٌ على قلوب الأنبياء.
ويبدو أن رأي السعودي فهد سال، سيدفع بالكثيرين للتوقف عن متابعته على قناته الشهيرة، فقد عبر بالفعل نشطاء عن سحب المتابعة “السبسكرايب” عن قناته في “اليوتيوب”، وانطلقت دعوات لمقاطعته، حتى تتعرض قناته للخسارة المادية أيضاً مع تراجع مشاهداتها.
وحاول “اليوتيوبر” السعودي، التخفيف من حدة الهجوم الذي طاله، وعلق على حسابه في “انستغرام” قائلاً: “ما عندي مانع سبني إقذفني حفر في الماضي حقي كفرني سوي اللي تبغاه بذات إذا هذا راح يخفف على آلامكم وهمومكم”.
وأضاف سال: “صحيت الصبح على غير المتوقع هجوم كاسح عليا في منصات السوشل ميديا.. هذا قيمة الحديث المفتوح وعادي جدا.. أطلب من الفلسطينيين (البعض منهم) او اللي كاتبين في الهاشتاغ انه لا يقذف دولتي السعودية أو الإمارات الحبيبة على قلبي”.
واستطرد مدافعاً عن نفسه: “ما عندي مانع اخذ جزء من هذا الالم.. اعرف مهما يبعث البعض على كلامي انا واهلي مازلنا متضامنين معاكم ومستمرين في المساعدات اللي نقدر عليه وبكون واضح جدا، لانه الكثير اخذ وعبث في كلامي امس، لا اقبل ابدا انه تسلب اراضي احد او يهجم على اشخاص في اماكن العبادة او يظلم شخص ويوخذ بيتو من غير حق”.
وبدا أن رأي فهد سال، الذي اعتبره معلقون مشبوه التوقيت، ومدفوعاً بما يتسق مع الهجمة من بعض دول خليجية على الفلسطينيين، قد وضع دولتي السعودية والإمارات مرمى الانتقادات، وأعاد إلى الواجهة كم المشاعر والود التي أظهرها بعض الإماراتيين تجاه المستوطنين، وحالة التطبيع التي تعدت تبريرات الحالة السياسية، ففهد طالب منتقديه عدم قذف دولتي السعودية، أو الإمارات “الحبيبة على قلبه” كما وصفها.
ومع انطلاق صواريخ مقاومة غزة، تلبيةً لنداء أهل القدس، يعجز الإعلام الخليجي والغربي المناهض للقضية الفلسطينية، على التشويش على تلك المنجزات، فتطبيق “تيك توك” الصيني الشهير، كان له دور كبير في نشر النشطاء عليه أحداث القدس والشيخ جراح، وأجيال الجيل الشبابي الحالي، يتابع حسابات “تيك توك” أكثر من متابعته قنوات الدول الخليجية، ومقطع قصير حماسي، مع موسيقى تصويرية، كفيل بشرح ما يحدث في فلسطين، وحي الشيخ جراح، وكثير من المشاهد علقت في أذهان العالم، ودفعت لفنانين عالميين للتضامن، وهو ما يعني أيضاً وفق معلقين، أن جيل “التيك التوك” جيل مقاوم، لكن يستخدم أدوات عصره جيدًا.