توقع مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة غينادي غاتيلوف أن يستغرق الصراع في أوكرانيا وقتا طويلا، وفي حين حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن محاكمة أسرى بلاده لدى الروس ستقضي على أي فرصة للتفاوض، طلبت كييف تزويدها بأسلحة إضافية من الغرب.
ففي مقابلة نشرتها صحيفة “فايننشال تايمز” (The Financial Times) البريطانية، قال غاتيلوف إنه رغم جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فإنه لن تكون هناك محادثات مباشرة بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأضاف أنه لا يرى احتمالا لحل دبلوماسي للحرب في أوكرانيا، متوقعا أن يستمر الصراع طويلا.
واتهم المندوب الروسي الولايات المتحدة ودولا أخرى في حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) بالضغط على أوكرانيا للانسحاب من المفاوضات.
واعتبر أن الدبلوماسية العالمية في أسوأ حالاتها، وأن الأمم المتحدة باتت غارقة في التسييس، ولن تعود كما كانت من قبل، حسب تعبيره.
وتأتي تصريحات المندوب الروسي بعد أيام من تحذير روسيا الولايات المتحدة من التصعيد ضدها انطلاقا من أوكرانيا، وذلك عقب تواتر الهجمات على أهداف روسية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها عام 2014، ووفق ما نقلته وسائل إعلام غربية، فإن القوات الأوكرانية هي من نفذ تلك الهجمات.
محاكمة الأسرى
في المقابل، حذر الرئيس الأوكراني مساء أمس الأحد من أن روسيا قد تُقدم على خطوة -وصفها بأنها- استفزازية بمحاكمة جنود أوكرانيين أسرى بالتزامن مع احتفال أوكرانيا بيوم استقلالها الأربعاء المقبل.
وأضاف زيلينسكي -في كلمته اليومية- أن مثل هذه المحاكمة ستشكل الخط الذي لا يمكن بعده أن تكون هناك أي مفاوضات ممكنة بين بلاده وروسيا.
واستند الرئيس الأوكراني إلى تقارير إعلامية تفيد بأن روسيا تُعد لإخضاع الجنود الأوكرانيين الذين أسرتهم في مدينة ماريوبول (جنوب شرقي أوكرانيا) لمحاكمة علنية تتزامن مع استقلال أوكرانيا.
وكان زيلينسكي قد حذر من أن روسيا قد تشن ما وصفها بهجمات وحشية خلال احتفال أوكرانيا بعيد استقلالها.
ورأى المستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك أن روسيا قد تكثف ضرباتها على المدن الأوكرانية يومي 23 و24 أغسطس/آب الجاري.
وتحتفل أوكرانيا في 24 أغسطس/آب بيوم استقلالها عن الاتحاد السوفياتي عام 1991. ولكن في هذا العام يوافق هذا التاريخ مرور 6 أشهر على الهجوم الروسي الذي أسفر عن آلاف القتلى وتسبب في دمار كبير لهذا البلد.
صواريخ روسية وأسلحة غربية
في هذه الأثناء، قلّل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من فاعلية الأسلحة الغربية المستخدمة في المعارك الجارية في أوكرانيا، وقال إن الخبراء الروس في مجال الصناعة العسكرية يدرسون الأسلحة الأجنبية التي حصلت عليها القوات الروسية في أثناء القتال.
وفي مقابلة مع القناة الروسية الأولى، كشف شويغو عن استخدام صواريخ “كينغال” (الخنجر) -التي تفوق سرعتها الصوت 3 مرات- ضد ما وصفها بأهداف مهمة في أوكرانيا، مشيرا إلى أن صواريخ كينغال لا يمكن اعتراضها، وتمتلك خصائص لا يحظى بها أي صاروخ من هذا النوع في العالم
وأجريت عام 2018 تجارب ناجحة على صواريخ كينغال وأصابت خلالها كل أهدافها على مسافة قد تصل إلى ألفي كيلومتر، وفق وزارة الدفاع الروسية.
من جهته، قال يوري شفيتكين، نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، إن الغرب يجمع الأسلحة بمختلف أنواعها في أوكرانيا.
وفي مقابلة مع الجزيرة، أضاف شفيتكين أن روسيا تملك أسلحة أقوى تحقق نتائج جيدة في الميدان.
في الجانب الآخر، قال يوري ساك، مستشار وزير الدفاع الأوكراني، إن بلاده تلقت خلال الشهرين الماضيين أسلحة غربية حديثة وعالية الدقة.
وأوضح ساك -في مقابلة مع الجزيرة- أن كييف تحتاج مزيدا من الأسلحة لمواجهة الترسانة الروسية، وبوتيرة أسرع، وفق تعبيره.
يأتي ذلك في حين تعرض أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم لرابع هجوم خلال شهر.
ميدانيا أيضا، تستمر المعارك في مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس (شرق أوكرانيا)، وفي جبهات أخرى بالجنوب بينها خيرسون وزاباروجيا وميكولايف، ولم تشهد الأيام الماضية تغييرا كبيرا في المواقع، وفقا للاستخبارات البريطانية.
المصدر : الجزيرة + وكالات