قامت حكومة مدريد بقيادة خوسي مانويل ألباريس ، بتحديث المعطيات على موقعها الرسمي بداية السنة الجديدة 2024، حيث أكدت عبر القسم المخصص للمغرب العربي والشرق الأوسط، على دعمها لحل سياسي مقبول من الطرفين في قضية الصحراء.
كما قامت بحذف فقرة سابقة كانت تدعم من خلالها ما كانت تصفه بـ”حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”.
ورأت صحيفة “إل ديباتي” في هذه الخطوة تنازل جديد للمغرب، يسير نحو دعم حل سياسي تحت السيادة المغربية، وبالخصوص دعم مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمه الرباط كحل نهائي للنزاع، وهو المقترح الذي كان قد أعلن رئيس الحكومة الإسبانية بيدروسانشيز دعمه في مارس 2022.
وجاءت هذه الخطوة كذلك بعد أسابيع من تصريحات عدد من المسؤولين الجزائريين الذين برروا إقدام الجزائر على إنهاء أزمتها مع إسبانيا وتعيين سفير جديد لها في مدريد، بأن الأخيرة غيرت موقفها من قضية الصحراء الذي كان يدعم المغرب.
ويرى البعض أن إسبانيا قررت العودة إلى الحياد، مستندة على خطاب بيدرو سانشيز الأخير في الأمم المتحدة الذي دعا إلى حل سياسي مقبول بين الطرفين دون الإشارة إلى مبادرة الحكم الذاتي المغربية.
إلا أن هذا التبرير الجزائري لا أساس له من الصحة حسب المتتبعين ، على اعتبار أنه في أواخر سنة 2022 قدم بيدرو سانشيز خطابا مماثلا في الأمم المتحدة، لكن الجزائر لم تقرر حينها إصلاح علاقاتها مع إسبانيا التي كان قد مر عليها أكثر من نصف سنة، وانتظرت 19 شهرا للقيام بتلك الخطوة.
كما ان قرار الجزائر لإصلاح علاقاتها مع إسبانيا يأتي بعد إدراكها بأن ضغوطاتها لدفع مدريد للتراجع عن موقفها الداعم للمغرب لم تؤت أية نتيجة، وهو ما كان يعني أن استمرارها سيجعلها هي الطرف الخاسر في هذه الأزمة التي هي من بدأتها وخلقتها من طرف أحادي.