أغلق جناح المشجعين المغاربة بمحطة “أفريكا ستاسيون”، المقامة بالقرب من القرية الأولمبية ، من طرف “محمد غنابالي”، وهو عمدة” إيل سان دوني الفرنسية” ضواحي باريس, ردا على شكر المغنية المغربية “سعيدة شرف”، خلال حفل أقامته بالمحطة،خاص للرئيس “إيمانويل ماكرون” على الموقف الجديد الذي اتخذته فرنسا بشأن قضية الصحراء المغربية.
حيث اعتبر مجلس المدينة، في “بيان” نشر أمس السبت 4غشت الجاري ، أن التصريحات التي أدلت بها الفنانة المغربية: تعتبر “سياسية وتخالف قواعد الحياد”، مضيفا أنه “أمام التعليقات التي تم الإدلاء بها وتقاعس ممثل “المملكة المغربية،” اضطر رئيس البلدية إلى التدخل شخصيا خلال الحفل للتذكير بروح الحياد”، وفق تعبيره الخاص،
وانتقد “البيان” ذاته “عدم تدخل الممثلين الرسميين للمغرب الحاضرين، لا أثناء الحفل ولا بعده، للتأكيد على أنه ليس المكان المناسب لهذه التصريحات والاعتذار عن الوضع”، مشيرا إلى أنه “لم يتم تقديم أي اعتذار من القنصلية أو السفارة إلى مجلس المدينة خلال الـ36 ساعة التي أعقبت الحدث”.
وبهذا ربط متفاعلون مع الواقعة، قرار عمدة “إيل سان دوني” بميوله نحو السلطات الجزائرية، مذكّرين بجنسية زوجته الجزائرية وتقاربه مع السفير الجزائري بفرنسا من خلال ما أظهرته صور عديدة، ثم بتصريحات سابقة لوسائل إعلام جزائرية يؤكد فيها أنه “نشأ مع القيم الجزائرية، وأن الثقافة والتقاليد الجزائرية جزء من حياته اليومية” الخاصة.
القنصلية المغربية ترد
قالت القنصلية العامة للمملكة المغربية في فيلمومبل أن عمدة مدينة ليل سان دوني “قرّر، في خطوة منعزلة، إنهاء اتفاقية توفير محطة ذات الملكية العامة الموقعة في 16 يوليوز الماضي؛ وهو ما حرم المغرب ومواطنيه الموجودين بالمنطقة من لحظة احتفال كبرى للقارة الإفريقية خلال دورة الألعاب الأولمبية بباريس”.
وفي نفس السياق ،أشارت القنصلية، في بيان لها أن “هذا القرار أحادي الجانب والتعسفي، الذي أعلن عنه أمس السبت 04 غشت الجاري ،في بلاغ صحافي من مدينة إيل سان دوني، يثير تساؤلات جدية حول دوافع رئيس البلدية واحترام الالتزامات التي تم التعهد بها، علما أن العديد من أعضاء المجلس البلدي سجلوا معارضة هذا القرار، وأعربوا عن تضامنهم الكامل مع المغرب”.
وتابع المصدر نفسه: “التعبير التلقائي عن الرأي من جانب الفنانة المغربية “سعيدة شرف” لا يشكل تسييسا للألعاب الأولمبية، ولا يشكل عائقا أمام التزامات الحياد، ولا حتى عائقا أمام التفاهم بين البلدان. بل على العكس تماما؛ فهو يوضح حرية التعبير التي تتمتع بها فنانة مغربية أصلها من الأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي سلطت الضوء ببساطة على حدث حالي يهم فرنسا والفرنسيين، بأكبر قدر من الصداقة وبروح من الألفة أشاد بذلك الجمهور نفسه”.
واعتبرت القنصلية المغربية أن “رد فعل العمدة المؤسف هو الذي أدخل بعدا سياسيا غير مناسب، ومن خلال اتخاذ تدابير لفرض رقابة على آراء أحد الفنانين، استغل العمدة حدثا ينبغي أن يركز على الاحتفال الرياضي والثقافي”، مؤكدة أن “هذه معاملة غير عادلة وتمييزية، وتتعارض مع مبادئ الوحدة والأخوة التي تسعى محطة إفريقيا إلى تعزيزها، والتي يتحمل عمدة المدينة مسؤولية حمايتها”.
ونبّه البيان إلى أنه “أخذا في الاعتبار العديد من الإشارات إلى الجزائر في البيان الصحافي، تأمل القنصلية العامة للمملكة المغربية في فيلمومبل ألا يكون قرار العمدة متأثرا باعتبارات شخصية أو روابط عائلية معروفة أو توجه سياسي ينتمي إليه”، كما وجهت القنصلية التحية إلى الجالية المغربية المقيمة في منطقة” إيل سان دوني”، وكذلك الموجودين في المنطقة، “على إظهارهم الهدوء وضبط النفس والتربث”.