شكلت نتائج “قمة المستقبل” محور مناقشات الدورة الـ 136 للملتقى الدبلوماسي، الذي نظمته المؤسسة الدبلوماسية، اليوم الجمعة 4 أكثوبر 2024 الجاري، بالرباط، بحضور نحو 50 سفيرا وممثلا لمنظمات دولية معتمدة بالمغرب.
أبرزت المنسقة المقيمة لمنظومة الأمم المتحدة بالمغرب ,” ناتالي فوستيي” ، أن هذا اللقاء مكن من مناقشة نتائج “قمة المستقبل”، المنعقدة يومي 22 و23 شتنبر الماضي بمقر الأمم المتحدة في” نيويورك”، باعتبارها خطوة حاسمة لتعددية الأطراف والحكامة العالمية.
وفي نفس السياق ،أشارت “فوستيي” إلى أن “ميثاق المستقبل”، الذي تم اعتماده في شتنبر 2024 بنيويورك،” يقترح 56 تدبيرا ملموسا ويتمحور حول عدة مواضيع أساسية، مستحضرة.
وفي هذا الصدد، إصلاح تعددية الأطراف، والتنمية المستدامة، والسلم والأمن الدوليين، وحقوق الإنسان، وكذا التعاون التكنولوجي والرقمي.
كما أكدت على أن أحد المحاور الرئيسية لهذا الميثاق، يتمثل في إصلاح النظام المالي الدولي لمنح البلدان النامية، وخاصة البلدان الإفريقية، صوتا أقوى في القرارات متعددة الأطراف، مذكرة بأن هذه المسألة شكلت محور المؤتمر الوزاري رفيع المستوى الذي ع قد بالرباط في فبراير 2024.
وفي هذا الإطار، قالت “فوستيي” إن المغرب، بفضل ريادته ضمن مجموعة أصدقاء البلدان متوسطة الدخل، يضطلع بدور رئيسي، مؤكدة أن المملكة أبدت التزاما ثابتا بتعزيز التعاون جنوب-جنوب وثلاثي الأطراف، مما يتيح تقاسم التجارب الناجحة في مجالات مثل الانتقال الطاقي والبنيات التحتية المستدامة.
كما أشارت المسؤولة الأممية إلى أن هذا الميثاق لا يقتصر على الجانب المالي، بل يتناول أيضا قضايا حاسمة تتعلق بالسلم والأمن الدوليين، مضيفة أن القادة الدوليين جددوا التأكيد على رغبتهم في تكثيف الجهود الدبلوماسية لتلافي النزاعات، وتعزيز الأنظمة متعددة الأطراف، وتحديث المؤسسات الرئيسية لمواجهة التهديدات المعاصرة على نحو أفضل.
من جهة أخرى، أبرزت فوستيي أن منظومة الأمم المتحدة بالمغرب، من خلال فريقها الق طري، تضطلع بدور رئيسي في تنفيذ الالتزامات الجماعية التي تم التعهد بها في إطار ميثاق المستقبل، بتعاون وثيق مع الشركاء الوطنيين، بهدف مواكبة المملكة في تحقيق أهدافها في مجال التنمية المستدامة، بشكل ملموس ويتماشى مع الأولويات الوطنية.
من جانبه، أكد رئيس المؤسسة الدبلوماسية، عبد العاطي حابك، أن “قمة المستقبل” انعقدت “في سياق يتسم بتعدد الأزمات العالمية والتحديات الجيوسياسية والكوارث الطبيعية، حيث أصبح المنتظم الدولي مطالبا بالتدخل من أجل إيجاد الآليات والحلول الفعالة لمواجهة هذه الأزمات غير المسبوقة”.
وأضاف” حابك” أن قمة المستقبل تشكل محطة تاريخية لرسم مستقبل أفضل للبشرية، اعتمدت فيها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة “ميثاقا من أجل المستقبل” يتضمن إعلانا بشأن الأجيال القادمة، وميثاقا رقميا عالميا، بالإضافة إلى مجالات متعددة تهم السلام والأمن والتنمية المستدامة وتحويل الحكامة العالمية.
وأبرز أن “قمة المستقبل” شكلت مناسبة جدد من خلالها المغرب تمسكه بميثاق الأمم المتحدة، والتزامه الراسخ بالعمل على بث دينامية جديدة في نظام تعددية الأطراف.
وأشار رئيس المؤسسة الدبلوماسية في هذا الصدد، إلى أن الملك محمد السادس، أكد في الرسالة السامية التي وجهها إلى المشاركين في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي انعقدت في أكتوبر 2023 بمراكش، أن “التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها السنوات الأخيرة تستدعي إصلاح المؤسسات والقواعد التي تحكم نظام تعددية الأطراف”.
وأبرز أن المغرب يعتبر العمل متعدد الأطراف رافعة أساسية بيد الدول النامية من أجل الدفاع عن مصالحها وتسليط الضوء على أولوياتها الوطنية والاستفادة من فرص التعاون بين الدول وتقاسم التجارب والخبرات، مسجلا أن المملكة أرست دبلوماسيتها متعددة الأطراف بناء على مبادئ رفيعة قوامها الوضوح والواقعية والابتكار، وساهمت دائما بشكل ملموس في التزامات المجتمع الدولي المختلفة المتعلقة بالأمن والسلم والاستقرار.
وتميز هذا اللقاء بمداخلات كل من سفير ألمانيا وممثلي هولندا وزامبيا، التي تمحورت حول دعم الدول الميسرة لهذه القمة الأممية من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.
✍الإعلامية:” فاتن” بالجديدة