ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون الرسمية إلى المغرب، التي استمرت ثلاثة أيام، أثارت استياء في الجزائر.
ففي مقال بعنوان “التقارب الفرنسي المغربي يثير غضب الجزائر”، أوضحت الصحيفة أن “ماكرون” وصل إلى” الرباط” يوم الاثنين الماضي بعد فترة من الفتور دامت نحو ثلاث سنوات، من صيف 2021 إلى ربيع 2024، في وقت تتابع فيه الجزائر، المجاورة، هذه الزيارة بترقب شديد في ظل تغييرات دولية متسارعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوتر بين باريس والجزائر تصاعد منذ يوليوز الماضي، عندما أعلنت فرنسا دعمها لمغربية الصحراء. ورغم جهود وزارة الخارجية الفرنسية للتقارب مع الرباط، مع الحفاظ على علاقتها بالجزائر، فإن الصحيفة تؤكد أن هذا التوازن يبقى محفوفاً بالمخاطر.
وأوضحت “لوموند” أن ماكرون يسعى من خلال زيارته، وبصحبته وفد كبير من وزراء ورجال الأعمال، لاستعادة علاقات قوية مع الملك محمد السادس بعد التوترات التي نشأت منذ صيف 2021.
وبدأ هذا التوتر يهدأ مؤخراً بعد تغيير فرنسا لموقفها من قضية الصحراء، وهو الشرط الذي طالبت به” الرباط “لأي تحسن في العلاقات الثنائية. ويعد هذا الدعم الفرنسي لمغربية الصحراء خطوة غير مسبوقة من باريس في هذا الاتجاه.
وكما توقعت الصحيفة، دفعت فرنسا ثمن هذا الموقف. بمواجهة أزمة جديدة مع الجزائر، التي سحبت سفيرها من باريس وقللت من الاتصالات الرسمية.
وبينما يدعم المسؤولون المؤيدون للمغرب هذا التوجه في الحكومة الفرنسية، تظهر الإحصائيات الاقتصادية تزايد الاعتماد الفرنسي على السوق المغربية.
ففي 2023، بلغت الصادرات الفرنسية إلى المغرب 6.7 مليار يورو. أي ما يزيد بنسبة الثلث عن صادراتها إلى الجزائر. أما حجم الاستثمارات الفرنسية في المغرب. فقد بلغ 8.1 مليار يورو عام 2022، مقارنة بـ2.4 مليار في الجزائر. ويعد هذا الفارق الكبير حافزًا لماكرون لتوقيع عقود اقتصادية جديدة في المغرب.
كما أضافت الصحيفة أن المغرب قد نجح في تقديم. نفسه كمنصة استراتيجية للوصول إلى السوق الإفريقية. وهو ما يعزز من تراجع الأهمية الاستراتيجية للجزائر لدى باريس، خاصة في ظل التحديات التي تواجه النظام الجزائري وقدرته على التحديث.
✍ الإعلامية: “فاتن” بالجديدة
محتويات
ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون الرسمية إلى المغرب، التي استمرت ثلاثة أيام، أثارت استياء في الجزائر.ففي مقال بعنوان “التقارب الفرنسي المغربي يثير غضب الجزائر”، أوضحت الصحيفة أن “ماكرون” وصل إلى” الرباط” يوم الاثنين الماضي بعد فترة من الفتور دامت نحو ثلاث سنوات، من صيف 2021 إلى ربيع 2024، في وقت تتابع فيه الجزائر، المجاورة، هذه الزيارة بترقب شديد في ظل تغييرات دولية متسارعة.وأشارت الصحيفة إلى أن التوتر بين باريس والجزائر تصاعد منذ يوليوز الماضي، عندما أعلنت فرنسا دعمها لمغربية الصحراء. ورغم جهود وزارة الخارجية الفرنسية للتقارب مع الرباط، مع الحفاظ على علاقتها بالجزائر، فإن الصحيفة تؤكد أن هذا التوازن يبقى محفوفاً بالمخاطر.وأوضحت “لوموند” أن ماكرون يسعى من خلال زيارته، وبصحبته وفد كبير من وزراء ورجال الأعمال، لاستعادة علاقات قوية مع الملك محمد السادس بعد التوترات التي نشأت منذ صيف 2021.وبدأ هذا التوتر يهدأ مؤخراً بعد تغيير فرنسا لموقفها من قضية الصحراء، وهو الشرط الذي طالبت به” الرباط “لأي تحسن في العلاقات الثنائية. ويعد هذا الدعم الفرنسي لمغربية الصحراء خطوة غير مسبوقة من باريس في هذا الاتجاه.وكما توقعت الصحيفة، دفعت فرنسا ثمن هذا الموقف. بمواجهة أزمة جديدة مع الجزائر، التي سحبت سفيرها من باريس وقللت من الاتصالات الرسمية.وبينما يدعم المسؤولون المؤيدون للمغرب هذا التوجه في الحكومة الفرنسية، تظهر الإحصائيات الاقتصادية تزايد الاعتماد الفرنسي على السوق المغربية.ففي 2023، بلغت الصادرات الفرنسية إلى المغرب 6.7 مليار يورو. أي ما يزيد بنسبة الثلث عن صادراتها إلى الجزائر. أما حجم الاستثمارات الفرنسية في المغرب. فقد بلغ 8.1 مليار يورو عام 2022، مقارنة بـ2.4 مليار في الجزائر. ويعد هذا الفارق الكبير حافزًا لماكرون لتوقيع عقود اقتصادية جديدة في المغرب.كما أضافت الصحيفة أن المغرب قد نجح في تقديم. نفسه كمنصة استراتيجية للوصول إلى السوق الإفريقية. وهو ما يعزز من تراجع الأهمية الاستراتيجية للجزائر لدى باريس، خاصة في ظل التحديات التي تواجه النظام الجزائري وقدرته على التحديث.