دعا وزير الشباب و الثقافة و التواصل محمد مهدي بنسعيد، اليوم الإثنين بمجلس النواب، للتفكير في آلية داخل مختلف الأجهزة البرلمانية الدولية، للترافع على التراث اللامادي المغربي و حمايته من السطو.
و أبرز الوزير بنسعيد، في معرض رده على سؤال خلال جلسة الأسئلة الشفوية حول “حماية التراث اللامادي المغربي”، تقدمت به مجموعة من الفرق البرلمانية، أهمية مواصلة الدفاع بجميع الوسائل المتاحة، على التراث الثقافي المغربي، داخل جميع الأجهزة و المنظمات، مسجلا أن الجميع مسؤولون عن نقل تاريخ المغرب و تراثه الثقافي إلى الأجيال المقبلة، رغم محاولات الخصوم الفاشلة.
و ذكر الوزير بآخر هذه المحاولات التي تمت خلال إجتماع لجنة اليونيسكو لصون التراث الثقافي غير المادي بالباراغواي، و التي إنتهت، بفضل المسؤولية الجماعية للمغاربة، و التنسيق المشترك بين القطاعات الحكومية و المجتمع المدني، بالفشل، حيث إعتمدت اللجنة و لأول مرة، التحفظ الذي قدمته المملكة المغربية ضد إدخال صورة القفطان المغربي في ملف دولة أجنبية، و هو ما يخالف روح و أهداف و مضامين إتفاقية اليونيسكو 2003 لحماية التراث الثقافي المغربي.
كما ذكر بمستوى التعاون القائم بين المغرب و منظمة اليونيسكو، حيث أضحت المملكة شريكا أساسيا لمنظمة اليونيسكو على المستوى الإقليمي و القاري، وحتى لمنظمات دولية أخرى متخصصة في مجال الملكية الفكرية.
و في هذا الصدد، أشار الوزير بنسعيد إلى أنه تم الإشتغال على مجموعة من الإجراءات الرامية إلى حماية التراث الثقافي، إنطلاقا من مأسسة Label Maroc و هو إطار قانوني لحماية التراث المغربي المادي و الغير مادي من الإستعمال الغير مشروع، إضافة إلى فتح نقاش هام مع المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية بجنيف، في أفق توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون المشترك في إطار جهود المغرب لحماية التراث الثقافي دوليا، لافتا إلى أن المغرب و لحدود اليوم سجل 13 عنصر ثراثي ثقافي غير مادي آخرها الملحون، و سيكون ملف القفطان، عنصرا ثراثيا مسجلا لدى اليونيسكو، خلال سنة 2025.
و إستحضر الوزير مهدي بنسعيد مضامين الرسالة الملكية السامية الموجهة للمشاركين في أشغال الدورة 17 للجنة الحكومية لصون التراث غير المادي التابعة لليونيسكو ، مؤكدا أنه أنه انطلاقا من الرؤية الملكية السامية، فإن الثقافة هي ذاكرة الشعب والوعي الجماعي للاستمرارية التاريخية، وهي طريقة التفكير والعيش.
و أشار إلى أنه تم الإشتغال كذلك على تعزيز الوعي الجماعي بالتراث و أهميته داخل المجتمع، و إطلاق عدد من المبادرات، سواء شهر التراث، التعريف بالمواقع التاريخية و تنظيم عروض تراثية مثل نوستالجيا و نشر فيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي تعرف بالتراث الثقافي غير المادي، و ما تزخر به ثقافة المملكة من تراث غير مادي غني.