وجه حزب التقدم والاشتراكية انتقادات حادة للحكومة، مطالباً باتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لدعم الكسابين الصغار، الذين يعتمدون على تربية المواشي كمصدر أساسي للعيش.
كما شدد على ضرورة وضع خطة حقيقية للنهوض بأوضاع الفلاحين الصغار وتحسين الظروف المعيشية في العالم القروي، الذي يعاني من أوضاع صعبة في ظل غياب حلول حكومية ناجعة وذات أثر ملموس.
وفي بيان صادر عن مكتبه السياسي، أكد الحزب أن تبرير الحكومة للأزمة الحالية بعوامل الجفاف والتقلبات الاقتصادية العالمية لا يفسر وحده تفاقم أزمة القطيع الوطني وارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى جانب التدهور الحاد في القدرة الشرائية للمواطنين وتفاقم الأوضاع في المناطق القروية.
وأشار البيان إلى أن “الإخفاق الذريع” للحكومة في تحقيق السيادة الغذائية يعود بالأساس إلى ما وصفه بـ”الاختلالات العميقة” التي تشوب مخطط “الجيل الأخضر”، الذي يرى الحزب أنه يخدم مصالح كبار المصدّرين على حساب الفلاحين الصغار.
وانتقد الحزب ما اعتبره “منح الحكومة لمليارات الدراهم كدعم عمومي، بمختلف الأشكال، إلى لوبيات استيراد اللحوم والمواشي، دون وضع سقف أو فرض مراقبة تضمن انعكاس ذلك إيجاباً على الأسعار”، معتبراً أن هذا النهج يعكس “تطبيع الحكومة مع الفساد الاقتصادي، الذي يغذي الفساد الانتخابي ويتغذى عليه”.
كما هاجم البيان سياسات الحكومة في التعامل مع الغلاء والاحتكار، متهماً إياها بالفشل في حماية القدرة الشرائية للمواطنين ومعالجة المسألة الاجتماعية، إلى جانب إخفاقها في خلق فرص العمل والحد من البطالة التي تتفاقم بشكل “مخيف”.
واعتبر الحزب أن الحكومة لم تستثمر المؤهلات الوطنية بالشكل المطلوب، كما لم تتمكن من توفير مناخ اقتصادي سليم خالٍ من تضارب المصالح والتفاهمات غير المشروعة، داعياً إلى دعم المقاولات المغربية الصغيرة والمتوسطة وفق ما ينص عليه ميثاق الاستثمار.
وفي السياق السياسي، أعرب الحزب عن قلقه مما وصفه بـ”الخواء السياسي للحكومة”، مشيراً إلى ضعف تواصلها مع الرأي العام وتهربها من مناقشة القضايا الديمقراطية والحقوقية، ومن بينها إصلاح مدونة الأسرة.
وحذر الحزب من المخاطر الكبرى للفراغ السياسي، متهماً الحكومة باتباع “أساليب مقلقة وتراجعية” قائمة على “تكميم الأفواه والانتقام من الأصوات المعارضة”، مما يهدد المكتسبات الديمقراطية التي راكمها المغرب، وقد يؤدي إلى تعميق أزمة الثقة والعزوف عن المشاركة السياسية، وهو ما يتعارض – بحسب الحزب – مع توجهات النموذج التنموي الجديد.