تشهد واردات المغرب من غاز البوتان الأمريكي ارتفاعًا مستمرًا، في ظل تزايد الطلب العالمي على الغاز المسال المستخدم في الطهي والتدفئة وصناعة البتروكيماويات.
ووفقًا لمنصة “طاقة” المتخصصة في الشؤون الطاقية، فقد استحوذت آسيا على 41% من صادرات البوتان الأمريكي خلال العام الماضي. حيث تصدرت إندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية قائمة المستوردين.
في المقابل، استقبلت إفريقيا 36% من هذه الصادرات، مع استحواذ المغرب ومصر على الحصة الأكبر. مما يؤكد الدور المتنامي لهذا الغاز في تلبية الاحتياجات الطاقية للمملكة.
المغرب بين أكبر مستوردي البوتان الأمريكي
وأشارت المنصة، التي تتخذ من واشنطن مقرًا لها، إلى أن المغرب كان ضمن أكبر خمسة مستوردين للبوتان الأمريكي في عام 2024. حيث استحوذت هذه الدول مجتمعة على أكثر من نصف الصادرات الأمريكية من هذا الغاز.
وسجلت صادرات الولايات المتحدة من البوتان نموًا بنسبة 12% على أساس سنوي، لتصل إلى 500 ألف برميل يوميًا خلال السنة الماضية.
ويأتي هذا التزايد في الواردات المغربية في سياق تحول بعض الأسواق نحو تشجيع استخدام غاز البوتان كبديل أنظف بيئيًا مقارنة بالخشب والفحم.
وفي هذا الإطار، أشار التقرير إلى أن المغرب بدأ دعم استعمال البوتان منذ أربعينيات القرن الماضي، إلا أن الحكومة شرعت في تقليص هذا الدعم تدريجيًا منذ أبريل الماضي.
تحول كبير نحو السوق الأمريكية
وأكدت وزارة الاقتصاد والمالية المغربية أن النصف الأول من العام الماضي شهد تحولًا كبيرًا في واردات المغرب من غاز البوتان نحو السوق الأمريكية. حيث شكلت المشتريات من الولايات المتحدة أكثر من 74% من إجمالي الواردات الشهرية للمغرب من هذا الغاز.
وكشف التقرير المرفق بمشروع قانون المالية لعام 2025 أن المغرب استحوذ على 15% من صادرات البوتان الأمريكية خلال تلك الفترة. متفوقًا على دول آسيوية تقليدية مثل كوريا الجنوبية (11%)، وإندونيسيا (9%)، واليابان (8%). مما يعكس توجه المملكة نحو تنويع مصادرها الطاقية وتعزيز شراكاتها مع الولايات المتحدة.
دور البوتان في الاقتصاد المغربي
يعد غاز البوتان، وهو أحد مشتقات النفط، عنصرًا أساسيًا في الطهي والتدفئة المنزلية بالمغرب. كما يدخل في صناعات حيوية مثل المطاط والبلاستيك وإنتاج البنزين عالي الأوكتان من خلال تحويله إلى مادة “الأيزوبيوتان”. ومع استمرار الطلب المتزايد، يبقى الغاز المسال عنصرًا استراتيجيًا في السياسة الطاقية للمملكة خلال السنوات المقبلة.