أصدرت السلطات الصينية إرشادات جديدة تلزم بتحديد المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت.
هذه الإرشادات، التي دخلت حيز التنفيذ في 14 مارس 2025، تأتي في وقت حساس، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من الحياة الرقمية اليومية، مع تأثيره المتزايد على كيفية إنتاج وتوزيع المعلومات.
تتضمن هذه اللوائح التي أصدرتها إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية، بالتعاون مع عدة وزارات، الزام منصات الإنترنت بوضع علامات واضحة على جميع المحتويات المولَّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
سواء كانت نصوصًا أو صورًا أو مقاطع فيديو أو مقاطع صوتية، يجب أن يتسم كل محتوى يُنتج بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي بعلامة صريحة وضمنية، مما يتيح للمستخدمين تمييز المحتوى الحقيقي من المزيف.
هذه الخطوة هي جزء من استراتيجية شاملة لضمان الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات، وحماية المجتمع من الأضرار المحتملة مثل نشر الأخبار المزيفة أو التلاعب بالمحتوى.
تشير التوجيهات إلى أن العلامات الصريحة ستكون مرئية للمستخدمين بشكل واضح، بينما ستدمج المعرفات الضمنية، مثل العلامات المائية الرقمية، في البيانات الوصفية للمحتوى.
يعد هذا التنظيم جزءًا من خطة أوسع لزيادة الشفافية في عالم الإنترنت الرقمي وضمان أن يكون هناك فهم دقيق للمحتوى الذي يتفاعل معه المستخدمون.
الخطوة الصينية جاءت في وقت يتزايد فيه القلق على المستوى العالمي من تأثير الذكاء الاصطناعي في تشكيل الأخبار والتأثير على الرأي العام.
الصين، التي تعد واحدة من أكبر الأسواق الرقمية في العالم، تسعى الآن إلى أن تكون في مقدمة الدول التي تضع إطارًا قانونيًا صارمًا لضبط هذه التقنيات المتطورة.
بذلك، تؤكد الصين على أهمية تنظيم الابتكارات الرقمية لضمان تحقيق أكبر قدر من الفائدة للمجتمع مع تقليل المخاطر المترتبة على سوء استخدامها.
تحتفظ الصين، من خلال هذه الإجراءات، بحساسية خاصة تجاه قضايا الأمن السيبراني وحماية المعلومات، حيث تراقب بدقة كل محتوى يخرج عبر الإنترنت.
وتهدف هذه السياسات إلى توفير بيئة أكثر أمانًا للمستخدمين، وتفادي حدوث تلاعب أو استغلال غير أخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه اللوائح تأتي في إطار حملة أوسع تقودها الصين لتطوير صناعة الذكاء الاصطناعي وتبني تقنيات جديدة مع احترام المعايير الأخلاقية والقانونية.
من خلال هذه القرارات، تؤكد الصين على ضرورة توفير أطر قانونية حديثة تواكب التطورات السريعة في هذا المجال، مع التركيز على الاستخدام المسؤول والآمن للتكنولوجيا.
إذًا، تظهر هذه الخطوة الصينية كإشارة إلى العالم بأن هناك حاجة ماسة لتنظيم الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال يتماشى مع تطور الابتكارات الرقمية السريعة.
إنها محاولة جادة نحو ضمان أن هذه التقنيات الحديثة لا تُسهم في تدهور مصداقية المعلومات في المجتمع، بل تسهم في توجيه استخدامها بما يخدم الصالح العام.