لطالما كانت آسيا، ولا سيما الصين وتايوان وماليزيا، مركزًا رئيسيًا لإنتاج أجهزة تعدين البيتكوين، حيث يتم تصنيع معظم الشرائح الإلكترونية والمكونات اللازمة لهذه الصناعة. ومع فرض رسوم جمركية تصل إلى 54% على الصين و32% على تايوان، فإن تكلفة استيراد هذه الأجهزة إلى الولايات المتحدة ستشهد ارتفاعًا غير مسبوق.
وقالت لورين لين، مديرة الأجهزة في شركة Luxor Technology: “كان علينا شحن أكثر من 5,600 جهاز تعدين في أقل من 48 ساعة قبل بدء تنفيذ التعريفات الجمركية، لتجنب ارتفاع التكاليف.” ومع ذلك، فإن مثل هذه الإجراءات الاستباقية لن تكون حلاً طويل الأمد، حيث ستستمر الرسوم الجمركية في التأثير على التدفقات التجارية المستقبلية.
تعتمد شركات تعدين البيتكوين الكبرى مثل Marathon Digital Holdings وCleanSpark بشكل أساسي على الواردات الآسيوية. ومع تصاعد التكاليف، أصبحت هذه الشركات مضطرة إلى البحث عن بدائل، مثل نقل التصنيع إلى دول أخرى أو حتى محاولة تطوير الإنتاج محليًا، وهو ما قد يستغرق سنوات من الاستثمار والتطوير.
وقد انعكس القلق في الأسواق المالية، حيث شهدت أسهم شركات التعدين المدرجة في بورصة ناسداك انخفاضًا ملحوظًا عقب إعلان التعريفات الجمركية، ما يسلط الضوء على هشاشة القطاع أمام المتغيرات السياسية والاقتصادية.
مع تصاعد الأزمة، تبحث الشركات عن حلول بديلة، مثل تعزيز الشراكات مع مزودي معدات في دول لم تشملها التعريفات، مثل كازاخستان وروسيا. ومع ذلك، فإن هذه الخطوات قد تتطلب تغييرات كبيرة في استراتيجيات سلاسل التوريد، ما يزيد من التحديات أمام القطاع.
كما تبرز فكرة تصنيع الأجهزة محليًا كخيار مطروح، لكنه يواجه عقبات تتمثل في نقص الخبرة المحلية وتكاليف الإنتاج المرتفعة مقارنة بآسيا.
بينما تواصل الحكومة الأمريكية المضي قدمًا في سياسات التعريفات الجمركية، تبقى صناعة تعدين البيتكوين في حالة من الترقب. وبينما قد تستفيد بعض الشركات الأمريكية من تقييد المنافسة الأجنبية، فإن الارتفاع الحاد في تكاليف الأجهزة قد يؤدي إلى تباطؤ النمو في القطاع داخل الولايات المتحدة.