أعلنت الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، اليوم الإثنين، عن استئناف تشغيل محطة “نور ورزازات 3” بعد توقف تقني دام منذ فبراير 2024، نتيجة تسرب في خزان الأملاح المنصهرة الساخنة، وهو أحد المكونات المحورية في نظام التخزين الحراري الذي تعتمد عليه المحطة لضمان استمرارية إنتاج الكهرباء بعد غروب الشمس.
ويأتي هذا الإعلان بعد أشهر من الانتظار والترقب، خاصة بعدما قدرت شركة “أكوا باور” السعودية، أحد أبرز المساهمين في المشروع، الخسائر الناجمة عن هذا التوقف بنحو 45 مليون دولار، أي ما يعادل حوالي 450 مليون درهم مغربي. وكانت الشركة قد أوضحت، في مارس من العام الماضي، أن هذا العطل سيؤدي إلى تأخير الإنتاج وانخفاض مردودية المشروع، مُضيفة أن الإصلاحات كان من المرتقب أن تكتمل نهاية 2024، غير أن العملية امتدت فعلياً إلى غاية أبريل 2025.
وأكدت “مازن” في بيانها أن استئناف التشغيل جاء بعد تدخل تقني عالي الدقة، تم وفقًا لأعلى معايير السلامة والجودة، وبمساهمة حاسمة من فرقها الميدانية وشركائها التقنيين. وأضافت الوكالة أن المحطة تعتمد على تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة (CSP) إلى جانب نظام تخزين حراري قائم على الأملاح المنصهرة، ما يمكنها من إنتاج الكهرباء حتى في غياب أشعة الشمس.
وفي تعليق على هذه العودة، قال طارق أمزيني موفق، الرئيس المدير العام لـ”مازن”: “عودة المحطة إلى الخدمة تُجسّد قدرتنا على مواجهة التحديات التقنية بأقصى درجات الكفاءة والمسؤولية، وتعكس مدى تطور الخبرة المغربية في مجال الطاقات المتجددة”.
وتُعد محطة “نور ورزازات 3” جزءاً من مركب “نور ورزازات”، الذي يعتبر من أكبر المشاريع العالمية في مجال الطاقة الشمسية، وهو ركيزة أساسية ضمن الإستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقي، الرامية إلى تقليص الاعتماد على الطاقات الأحفورية، وتعزيز السيادة الطاقية للمملكة.
غير أن هذا التوقف الطويل يطرح تساؤلات حول هشاشة بعض البنيات التقنية في مشاريع الطاقة المتجددة، ومدى جاهزية الشركاء الدوليين والمحليين لضمان استمرارية التشغيل في مواجهة الأعطاب المفاجئة.