في خطوة وُصفت بأنها مؤشّر إيجابي نحو إعادة الدفء إلى العلاقات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلنت وزارة التجارة الصينية عن التوصل إلى تفاهمات جديدة مع الجانب الأمريكي، وذلك في أعقاب محادثات ثنائية جرت مؤخرًا في العاصمة البريطانية لندن.
ووفقًا لما جاء في بيان رسمي نقلته وكالة “فرانس برس”، فقد اتفقت بكين وواشنطن على مجموعة من الإجراءات المتبادلة التي من شأنها تخفيف حدة التوترات التجارية التي ألقت بظلالها على الأسواق العالمية خلال السنوات الماضية. وبحسب البيان، التزمت الولايات المتحدة برفع بعض القيود التجارية المفروضة على الصين، في حين وافقت الأخيرة على مراجعة ضوابط التصدير المتعلقة بعدد من المنتجات الحساسة.
المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية عبّر عن تفاؤله إزاء هذه التفاهمات، داعيًا الولايات المتحدة إلى “اللقاء في منتصف الطريق” من أجل بناء علاقة تجارية تقوم على الاستقرار والاستدامة. وأضاف أن الصين تنظر إلى هذه الخطوة كجزء من مسار أوسع لإعادة بناء الثقة وتعزيز التعاون المشترك، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة.
وفي الجانب الأمريكي، اكتفى الرئيس دونالد ترامب، في تصريحات أدلى بها مساء الخميس، بالإعلان عن توقيع اتفاق تجاري مع الصين، دون الإفصاح عن تفاصيله. هذا الغموض دفع محللين اقتصاديين إلى طرح تساؤلات بشأن مضمون الاتفاق ومدى التزام الطرفين ببنوده على المدى الطويل.
وتعكس هذه التطورات رغبة واضحة من الطرفين في احتواء الخلافات التجارية التي تصاعدت في السنوات الأخيرة، وأثرت على سلاسل التوريد العالمية، وأدخلت قطاعات واسعة في حالة من الترقب وعدم اليقين. ويرى مراقبون أن عودة الحوار المباشر ووجود نية متبادلة لاتخاذ خطوات ملموسة قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين، تكون أكثر توازنًا وأقل تصعيدًا.