في بلاغ صادر عقب اجتماع مكتبه السياسي المنعقد يوم الثلاثاء 1 يوليوز 2025. الاجتماع تطرق حزب التقدم والاشتراكية إلى مستجدات ملف الصحراء المغربية، حيث أدان الحزب بشدة الهجوم الفاشل الذي نفذته ميليشيا البوليساريو ضد مدينة السمارة، واعتبره استفزازاً خطيراً يستهدف التشويش على المكاسب المتواصلة التي تحققها المملكة على الصعيدين الدبلوماسي والأممي. وفي هذا السياق، ثمّن الحزب الأدوار البطولية التي تقوم بها القوات المسلحة الملكية ومختلف السلطات في حماية السيادة الوطنية، مشدداً على ضرورة التحلي باليقظة وتعزيز الجبهة الداخلية لمواصلة المسار الإيجابي نحو الحسم النهائي لهذا الملف.
من جهة أخرى، عبّر الحزب عن استيائه من الغياب المتكرر لرئيس الحكومة وعدد من وزرائه عن جلسات البرلمان، معتبراً ذلك مؤشراً على ضعف سياسي خطير، وتراجعاً في التفاعل المؤسساتي مع قضايا المواطنين. واعتبر أن هذا السلوك يُفرغ البرلمان من أدواره الدستورية، ويجعل منه فضاءً شكلياً بعيداً عن النقاش الحقيقي المرتبط بالقضايا الحيوية، وفي مقدمتها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والحكامة، ومحاربة الفساد. كما وعد الحزب بتفصيل موقفه أكثر في تقرير الدورة السادسة للجنة المركزية المقررة يوم الأحد المقبل.
وفي ما يتعلق بالشأن الإعلامي، عبّر الحزب عن رفضه التام للطريقة التي تدير بها الحكومة ملف التنظيم الذاتي لمهنة الصحافة، خاصة مع اقتراب انتهاء مهام اللجنة المؤقتة لتسيير القطاع. وندد بمحاولة تمرير نصوص قانونية جديدة دون إشراك المهنيين أو التشاور مع الفاعلين الأساسيين في الحقل الإعلامي، معتبراً هذا التوجه إقصائياً وغير ديمقراطي، ويحمل نوايا سلبية تجاه مضامين هذه القوانين. وأعلن الحزب عزمه متابعة هذا الملف عن كثب في الأيام المقبلة.
الحزب توقف أيضاً عند موجة الحرارة الشديدة التي تعرفها البلاد، والتي تعكس بوضوح آثار التغيرات المناخية، داعياً الحكومة إلى اتخاذ تدابير مستعجلة للتقليل من آثارها، لا سيما بالنسبة للفئات الهشة كالأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة. كما طالب بتوفير الأمصال المضادة لسموم الأفاعي والعقارب بالمراكز الصحية، خصوصاً في المناطق القروية والجبلية، وشدد على ضرورة تبني سياسات عمومية ذات بعد إيكولوجي حقيقي للتكيف مع هذه التحولات المناخية.
وعلى الصعيد الدولي، جدّد حزب التقدم والاشتراكية إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، والذي وصفه بـ”حرب الإبادة الجماعية” المدعومة من الولايات المتحدة. كما ندد بحظر أنشطة الأونروا واستبدالها بمؤسسات مشبوهة هدفها تهجير الفلسطينيين قسراً وتجميعهم في مناطق مستهدفة بالقصف، معتبراً ذلك جزءاً من مؤامرة خطيرة لإقبار القضية الفلسطينية. ودعا الحزب إلى استمرار الضغط الشعبي والرسمي، عربياً ودولياً، من أجل عزل الكيان الصهيوني ورفض أي شكل من أشكال التطبيع معه.
وفي سياق الدينامية التنظيمية، نوّه المكتب السياسي بالأنشطة الحزبية التي شهدتها عدد من المدن، من لقاءات جماهيرية وتكوينية وفكرية، كما أعلن عن تنظيم لقاء وطني تواصلي مع منتخبات الحزب ومنتخبيه يوم السبت 5 يوليوز 2025 بالرباط، يتبعه انعقاد الدورة السادسة للجنة المركزية يوم الأحد 6 يوليوز، في نفس المدينة، لمواصلة تفعيل مخطط العمل الحزبي السنوي.