أصدرت الوكالة الوطنية للمياه والغابات تحذيراً هاماً يتعلق بمخاطر اندلاع حرائق الغابات خلال الفترة من 17 إلى 20 غشت الجاري، حيث أعلنت عن إطلاق خرائط تنبؤية دقيقة تستند إلى معطيات علمية متكاملة. هذه الخرائط تهدف إلى تحديد المناطق الأكثر عرضة للخطر على المستوى الوطني، تماشياً مع سياسة الاستباق والوقاية التي تنتهجها المملكة في مواجهة هذه الظاهرة.
جاءت نتائج التحليل العلمي الذي أجرته الوكالة لتكشف عن تصنيف ثلاثي للمناطق حسب درجة الخطورة. حيث سجلت أقاليم شفشاون وفحص أنجرة وطنجة-أصيلة والمضيق-الفنيدق وتازة أعلى مستويات الخطر. بينما صنفت الحسيمة والعرائش ووزان وتطوان وإفران وتاونات ضمن الفئة الثانية من حيث الخطورة. أما المناطق ذات الخطر المتوسط فشملت بركان والدريوش والناظور ووجدة-انجاد وصفرو والرباط وسلا والصخيرات-تمارة وأزيلال وبني ملال وخنيفرة والصويرة وأكادير إدا أوتانان.
واستند هذا التحليل العلمي الدقيق، إلى ثلاثة محاور رئيسية: خصائص الغطاء النباتي من حيث قابليته للاشتعال، التوقعات الجوية للمرحلة المقبلة، والظروف الطبوغرافية لكل منطقة. وأكدت الوكالة أن هذه الخرائط التنبؤية تمثل أداة حيوية لتعزيز القدرة على الاستجابة السريعة وتوجيه جهود التدخل.
في هذا السياق، وجهت الوكالة نداءً عاجلاً لجميع المواطنين، مع التركيز بشكل خاص على الساكنة المجاورة للمناطق الغابوية والعاملين فيها والمصطافين، داعية إياهم إلى، الالتزام بأقصى درجات الحيطة والحذر، وتجنب ممارسة أي أنشطة قد تؤدي إلى اشتعال النيران، والإبلاغ الفوري عن أي بؤر دخان أو سلوكيات مشبوهة.
هذه الإجراءات الوقائية تأتي في إطار استراتيجية متكاملة تهدف إلى حماية الثروة الغابوية الوطنية التي تشكل ركيزة أساسية للتوازن البيئي والتنمية المستدامة. كما تعكس الجهود المبذولة لمواكبة التحديات المناخية المتزايدة التي تجعل من حرائق الغابات تهديداً متنامياً على المستوى العالمي.