أكد المهندس الفلاحي مصطفى العبدلاوي، رئيس مصلحة السلاسل الإنتاجية بالمديرية الجهوية لوزارة الفلاحة بالرشيدية، أن سلسلة التفاح بجهة درعة تافيلالت تشهد خلال السنوات الأخيرة طفرة نوعية غير مسبوقة، بفضل الدينامية التي أطلقتها الدولة، وخاصة وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، في إطار تنفيذ استراتيجية الجيل الأخضر.
وأوضح العبدلاوي أن هذه الاستراتيجية مكّنت من توسيع المساحات المزروعة بالتفاح في إقليم ميدلت بأكثر من 2000 هكتار جديدة، مما ساهم في رفع الإنتاج إلى أزيد من 300 ألف طن خلال الموسم الفلاحي الحالي، أي بزيادة تناهز 12% مقارنة بالموسم الماضي.
وفي إطار تعزيز حماية هذا المنتوج الاستراتيجي، أبرز العبدلاوي أن الوزارة عملت على تطوير منظومة محاربة موجات البرد “التبروري” عبر اقتناء 15 مولداً جديداً، ليرتفع العدد الإجمالي على مستوى الجهة إلى 49 مولداً، وهو ما مكّن الفلاحين من الحد من الخسائر وضمان استقرار الإنتاج وجودته.
وأضاف أن إقليم ميدلت يظل القطب الأساسي لإنتاج التفاح بجهة درعة تافيلالت، إذ يحتضن نحو 70% من المساحات المزروعة، أي ما يقارب 19.500 هكتار، مقابل حوالي 15% موزعة بين ورزازات وتنغير. واعتبر أن سلسلة التفاح تمثل رافعة اقتصادية محورية ومصدر رزق دائم لآلاف الأسر القروية، ما يجعلها أحد أهم دعائم التنمية المحلية والتشغيل بالمناطق الجبلية.
وكشف المسؤول الجهوي أن الإقليم ينتج حوالي عشرين صنفاً من التفاح، يوجَّه جزء منها إلى الأسواق الوطنية والدولية، فيما يُخصص الجزء الآخر للصناعات التحويلية كـخل التفاح، والتفاح المجفف، والمنتجات التجميلية والغذائية.
وفي هذا السياق، تعمل الوزارة حالياً على ترميز “خل التفاح الميدلتي” ومنحه علامة مميزة لتعزيز تنافسيته داخل السوق الوطنية والخارجية.
واختتم المهندس مصطفى العبدلاوي تصريحه بالتأكيد على أن التحدي المستقبلي يكمن في تعميم التقنيات الذكية في الزراعة لضمان استدامة الإنتاج ومواكبة التغيرات المناخية، انسجاماً مع الرؤية الوطنية الهادفة إلى تحقيق فلاحة مبتكرة ومستدامة تخدم التنمية الشاملة بالأقاليم الجبلية.