الحدث بريس: الحنفــي ادريــس/خــالد لالـــي.
احتضنت كلية العلوم والتقنيات بالرشيدية يوم الثلاثاء 15 أكتوبر 2019، بمدرج “د” أشغال القافلة التي ينظمها المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، والتي جاءت في إطار جولة يشرف عليها هذا المركز بكل الجامعات المغربية. ولعل ما يميز هذا اللقاء العلمي بإمتياز الذي عرف حضور مجموعة من أساتذة باحثين والطلبة القادمين من جميع ربوع المملكة، والذي ترأسه رئيس جامعة مولاي إسماعيل الأستاذ حسن سهبي هو تزامنه مع الإحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس جامعة مولاي إسماعيل بمكناس.
أفتتح هذا اللقاء العلمي بكلمة للسيد عميد كلية العلوم والتقنيات بالرشيدية الأستاذ مولاي إبراهيم سدرة، الذي أكد على الأهمية المحورية التي يكتسيها البحث العلمي بالمؤسسة وذلك عبر خلق نظام بحث علمي تنافسي يجسد الثقافة التشاركية وثقافة الإلتزام، عبر الانخراط الفعلي والحقيقي لجميع المهتمين لإنجاحه ويخص بالذكر جميع مكونات المؤسسة. وفي هذا الإطار يضيف السيد العميد بأن تحقيق قفزة علمية بالمؤسسة رهين أيضا بتنوع العرض البيداغوجي الذي لن يتأتى إلا عبر خلق وفتح تكوينات ذات جودة عالية تستجيب لحاجيات سوق الشغل، وتنسجم مع الاستراتيجية الوطنية لتنمية البحث العلمي ببلادنا، معبرا في ذات الوقت عن مدى اقتناعه التام بأن المستقبل سيكون مشرقا، خصوصا وأن المؤسسة تزخر بكل الإمكانيات البشرية، المادية، واللوجستيكية ويخص بالذكر ثلة من الاساتذة ذوي الخبرة العالية والمهنية في مجال البحث العلمي والكفيلة بجعل هذه الكلية في مقدمة الركب العلمي والبحث التقني في المستقبل القريب. وفي ختام كلمته استغل السيد العميد الفرصة أيضا لتمرير رسالة لطلبة الدكتوراة بالمؤسسة والتي دعا من خلالها جميع الطلبة الباحثين للاختيار الجيد واصطفاء مواضيع تتماشى مع تحديات ورهانات البحث العلمي بالمغرب، والتي تستجيب أيضا للأهداف الاستراتيجية التي بلورتها جامعة مولاي إسماعيل وإنخرطت فيها كل المؤسسات الجامعية خاصة كلية العلوم والتقنيات بالرشيدية منذ عدة سنوات بهدف النهوض وتطوير البحث العلمي وفق معايير دولية.
بعد ذلك تناول الكلمة عميد الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية الأستاذ لحو ماجيدي، والذي شكر من خلالها كل الحضور الكريم خصوصا رئيس جامعة مولاي إسماعيل، الذي لم يتوانى منذ تعيينه على رأس هذه الجامعة لتقديم دعمه المتواصل لكل المؤسسات الجامعية التابعة لجامعة مولاي إسماعيل بهدف تحقيق إقلاع علمي يضمن لجامعة مولاي إسماعيل مكانتها العلمية المتميزة.
وفي كلمة معبرة ألقاها رئيس جامعة مولاي إسماعيل الأستاذ حسن سهبي، نوه من خلالها بكل المجهودات الجبارة المبذولة من طرف جميع مكونات المؤسستين (كلية العلوم والتقنيات بالرشيدية و الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية) التي تحرص دائما على ضمان السير الوظيفي العادي من خلال تقديم خدمات جليلة ذات جودة عالية، كما أبدى أيضا السيد الرئيس استعداده المعهود لتسخير كل الإمكانيات، الموارد المالية، المعدات والتجهيزات بهدف تشجيع الأساتذة والطلبة الباحثين لإنتاج علمي ذو مستوى عالي يتكيف مع احتياجات القطاعات الواعدة الحالية في المغرب. من جانب أخر شدد رئيس الجامعة على أن تثمين البحث العلمي يستلزم تفعيل سياسة إعادة الهيكلة. وفي هذا الإطار فقد حرص على اتخاذ مجموعة من التدابير، كان أهمها تجميع فرق البحث والمختبرات داخل مراكز بحث تلبي الإحتياجات الاجتماعية والاقتصادية لبحثي الغد، والتي من شأنها أن تحفز الإستمرارية على الانتاج العلمي وبالتالي إبراز أهمية أشغال ومشاريع البحث التي يشتغل عليها مجموعة من الأساتذة المؤهلين علميا، وذلك على الصعيدين الوطني والدولي. كما ركز السيد الرئيس على أهمية تعزيز العلاقات مع الشركاء الإقتصاديين المميزين، والذي من خلاله نستطيع أن نستفيد من مصادر تمويل إضافية، دون أن ينسى إشادته ودعمه اللامشروط للدور الذي سيلعبه الأساتذة الباحثون الذين ينظمون منتديات ومؤتمرات علمية دولية، والتي تكون دائما فرصة للإطلاع والإستفادة من خبرات وكفاءات عالية في ميدان البحث العلمي.
أما مدير المركز الوطني للبحث العلمي والتقني الأستاذ محمد خلفاوي فقد تفضل بعرض مفصل للمخطط الاستراتيجي الذي ينهجه المركز في مجال البحث العلمي، باعتباره مشغلا هيكليا رئيسيا للبحث العلمي في المغرب مهمته الأساسية، تعزيز وتطوير وتثمين البحث العلمي وفق الاحتياجات الثقافية، الاقتصادية والاجتماعية المنتظرة من طرف المجتمع العلمي الوطني بأسره، ومستفيدا من احتكاكه واتصاله المباشر مع المؤسسات العمومية والقطاع الخاص، قاسمهما المشترك هو السعي إلى تحقيق نفس الأهداف المتجلية في خلق دينامية واسعة في مجالات التكنولوجيا، الخلق والابتكار. وفي هذا الصدد يضيف السيد المدير أن المركز أنشأ لهذا الغرض وحدات دعم تقني خاصة بالبحث العلمي توفر مجموعة متطورة من الأدوات والخدمات التحليلية تغطي عدة مجالات سيستفيد منها المجتمع العلمي بأكمله، بالإضافة الى ثلاث منصات تدعم المجتمع العلمي لتحقيق التنمية المستدامة، وكذلك عقد شراكات مع عدد كبير من المجموعات الصناعية المتواجدة في عدة أنحاء بالمملكة، بهدف إنشاء وضمان محيط علمي جذاب يعود بالنفع ويخدم المجتمع العلمي والصناعي.