تفعيلا لبـرنامج العمل في شقه التنظيمـي، ينظم المكتب الوطني للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين الندوة التنظيمية الوطنية الأولى، وذلك يوم السبت 7 أكتوبر 2017 بقاعة البلدية بمدينة أزمور، برئاسة وفد عن القيادة الوطنية لحزب التقدم والاشتراكية يتقدمه الرفيق محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام للحزب. وتأتي هذه الندوة التي تنظم تحت شعار”منتخبون للتغيير” كمحطة تنظيمية يعتـزم المكتب الوطني للجمعية ترسيخها كتقليد سنوي، بهدف إجراء تقييم أولي لحصيلة عمل الجمعية خلال الموسم المنصرم، وذلك على الصعيدين الوطني والجهوي، وكذا تدارس تقارير الفروع الجهوية للجمعية وبلورة المحاور الأساسية لبرنامج عمل الجمعية للموسم المقبل.
وشارك في أشغال هذه الندوة التنظيمية الوطنية الأولى أعضاء المكتب الوطني للجمعية، وعضوات وأعضاء المكاتب الجهوية للجمعية، وعضوات وأعضاء مجلسي البرلمان، ورئيسة ورؤساء المجالس الجماعية، ورؤساء المجالس الإقليمية، وعضوات وأعضاء المجالس الجهوية، ورئيس وعضوات وأعضاء الغرف المهنية.
قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، أول أمس السبت، بمدينة أزمور، “إن الجمعية الوطنية للرفاق التقدميين، عرفت خلال الآونة الأخيرة، نشاطا مشهودا له، بعد الفتور الذي كانت عليه في السابق، الأمر الذي يبين تحرك اللجنة الجديدة من خلال تفاعلها المستمر ومساءلتها وتتبعها الدائم لأنشطة الحزب وهياكله التنظيمية بمختلف المدن والجهات المغربية”.
وأوضح بنعبد الله، في كلمته الافتتاحية أمام مناضلي حزب التقدم والاشتراكية، من نواب برلمانيين، ومستشارين، ومنتخبين محليين أن هذا اللقاء “يهدف إلى تعميق حضور الحزب على جميع المستويات، والتعريف بمختلف التجارب السياسية للجماعات المحلية المنتخبة التي يعتز بنجاحها الحزب، وهو ما يقدم صورة طيبة عن العمل السياسي النبيل، الذي أصبح يتسم في الوقت الحالي بالضبابية والتشكيك، من خلال التقليل من قيمته ومن قيمة السياسيين ككل، وهو ما تروجه بعض الأصوات المُبخسة للعمل داخل المجتمع”.
ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، منتخبي الحزب، إلى الصبر والمثابرة والعمل بجدية، خدمة للصالح العام، علاوة على “تقديم يد المساعدة للمواطنين الذين هم في حاجة إلى قضاء أشغالهم وتسيير أمورهم، من قبيل؛ التعليم، والصحة، والسكن، كقطاعات يعد النهوض بها خدمة للمواطنات والمواطنين من بين المرتكزات الأساسية للحزب، ومن ضمن الأهداف التي سطرها، شريطة أن يتم تجاوز الإكليشيهات والتعابير اللاذعة التي تمس مصداقية العمل السياسي ومسيري الشأن المحلي للساكنة”.
ودعا نبيل بنعبد الله إلى “حسن استغلال لقاءات الجمعية الوطنية للرفاق التقدميين من أجل التعرف والتقرب من التجارب الناجحة لأطر الحزب على جميع المستويات، ناهيك عن الوقوف على بعض القصور الذي قد ينجم عن التجربة الأولى لبعض رفاق الحزب على مستوى بعض الجماعات المحلية”.
وألح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على ضرورة التحالف مع بعض الأحزاب التي تشتغل بجدية وببرنامج يسعى إلى خدمة المواطنين، وذلك من خلال اختيار الأحزاب التي يستحق التحالف معها، والتي يتميز مرشحوها بنزاهة ومصداقية عملهم السياسي.
وشدد نبيل بنعب الله على ضرورة “العمل ثم العمل، مع الكد والاجتهاد في تقديم الأفضل والأحسن قصد كسب ثقة الساكنة والمواطنين الذين لا زالوا بالفعل في حاجة إلى رجال وسياسيين قادرين على التغيير”، ولن يتأتى هذا، يضيف المتحدث، إلا بـ”معايير الجودة العالية التي تتطلب الاستقامة، واليقظة، واستنفار الطاقة القصوى من أجل إثبات الذات، رغم كل الصعوبات التي قد تعترض مسيري الشأن العام، ورغم بعض الممارسات البعيدة عن خدمة المواطنين والغيرة على مصلحتهم، استنادا إلى سياسة القرب والحضور الدائم في الميدان”.
ونوه بنعبد الله بعمل الجمعية الوطنية للرفاق التقدميين، حديثة العهد بعد ضخ دماء جديدة في شرايينها، مبرزا أنها ظلت على الدوام قادرة على تحقيق استقلالها المالي عن الحزب، ومشددا على الدور الذي تلعبه على مستوى التنسيق الميداني بين الجهات والذي أضحى، يقول المتحدث” مهما وضروريا اليوم من أجل خلق تواصل مستمر وفعال مع كافة المناضلين داخل الحزب، فضلا عن تعميق النقاش والتعارف، وتبادل وتشارك الآراء ووجهات النظر التي قد تختلف في بعض الأحيان غير أنها تصب في آخر المطاف في مصلحة الحزب”.
وأشار الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى أن “الوقت الحالي أصبح في حاجة إلى رص الصفوف والاتحاد بشكل كبير، خصوصا وأن مطالب الساكنة وانتظاراتهم أصبحت كبيرة، دون الحديث عن التتبع اللصيق للرأي العام لمنجزات المنتخبين المكلفين بتدبير وتسيير الشأن العام”.
وأبرز بنعبد الله، أن “العمل لا يمكن أن يكون بكثرة الكلام والشعارات الفارغة، بقدر ما يتطلب في الوقت الحالي تحقيق النتائج الإيجابية التي تنعكس على المحيط الاجتماعي، والتي من بين أبسطها الحفاظ على نظافة وجمالية المدينة، وخلق اتفاقيات وشراكات مع القطاع الخاص والعام بهدف دعم بعض المشاريع التي من شأنها أن تحرك الدورة الاقتصادية للجماعة، واعتبار الشباب أكبر الفئات التي توجد في حاجة ماسة إلى أنشطة اقتصادية، تؤمن حياته اليومية من مأكل وملبس ومسكن، وتضمن، بالتالي، استقراره النفسي والاجتماعي.
وطالب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، منتخبي الحزب، بمراجعة أوراقهم باستمرار، بهدف الوقوف عند أهم المنجزات والإخفاقات التي لم ينجح الحزب في تحقيقها بعد قطعه الوعد مع المواطنين الذين وضعوا فيه الثقة، والتي تعتبر رأس مال الحزب، وسبب حضوره في المشهد السياسي بالمغرب.
ودعا بنعبد الله، بنبرة حادة، مناضلات ومناضلي الحزب الذين يسهرون على تسيير الشأن العام إلى “الوعي بمشروع التقدم والاشتراكية، الذي يقوم على التشاركية، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة. وهي القيم التي ظل يناضل من أجلها الحزب ويخوض معاركة كبيرة من أجل تحقيقها و ترسيخها من خلال العمل المؤسساتي، من داخل مؤسسات الدولة التي تم ترشيحنا لها من طرف المواطنين المغاربة الذين لا يطلبون منا إلا تعليما جيدا، وسكنا لائقا، وعملا قارا يحقق كرامتهم”.
وذكّر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بضرورة استحضار شعار “المعقول” الذي تبناه الحزب خلال الاستحقاقات التشريعية الأخيرة، مؤكدا على “الالتزام المسؤول في كل خطوة يتخذها المنتخبون، التي من بينها التحالف مع الأحزاب التي تتقاسم معنا نفس الهم، وتتبنى نفس الرؤية على مستوى ثوابت البلاد المتعارف عليها جميعا”.
وشجع نبيل بنعبد الله أطر الحزب على مواكبة عملهم ومواصلة مشوار التألق وتحقيق النتائج الايجابية على مستوى الميدان، “فنحن نستحق أكثر بكثير من ما نحن عليه اليوم بعد الانتخابات الأخيرة، فالذي يهمنا حاليا هو مواصلة المشوار بثبات، ورفع صوتنا، الذي به يتحقق وجودنا، ونؤكد من خلاله حضورنا المؤسس على مبادئ وقواعد رصينة ومتينة”.
وأشار الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى أن “الحزب كان موجودا وحاضرا منذ القديم في جميع القضايا المصيرية التي تهم الوطن، ولا زال الأمر كذلك إلى اليوم”، داحضا بذلك أطروحة “التبخيس والتقليل من سمعة الحزب التي تقوم على نوايا مبيتة وكيدية يتوخى من ورائها التأثير على صورة التقدم والاشتراكية”، داعيا أصحاب هذه التصورات إلى “النزول إلى الشارع والبحث عن منجزاتنا”.
ولم يفت نبيل بنعبد الله، خلال كلمته الافتتاحية، الحديث عن الاستعداد للمؤتمر العاشر لحزب التقدم والاشتراكية الذي من المرتقب أن ينعقد خلال العام المقبل، فاتحا المجال لكل أطر حزب التقدم والاشتراكية، إلى تقديم أفكار وتصورات، ومقترحات، من شأنها أن تقدم إضافة إيجابية لمشروع الحزب، معتبرا هذا المؤتمر “مناسبة لتقوية وجود الحزب داخل الساحة السياسية بالمغرب”، مؤكدا ضرورة أن يكون الجميع مستعدا وجاهزا للمشاركة بقوة في هذه المناسبة التاريخية، التي يمكن استغلالها، يقول المتحدث، ” لتوسيع الصفوف، وتجديد الصلة بمواقف الحزب، الذي يسعى إلى ترسيخ العمل السياسي القوي والناضج”.
ودعا كريم تاج الكاتب العام للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين كل أطر الحزب إلى بذل الجهد من اجل إنجاح مشروع الجمعية مزكيا بذلك توصيات نبيل بنعبدالله ،الذي الح في كلمته على العمل والمثابرة وتحقيق النتائج الإيجابية على أرض الواقع رغم المشاكل والعراقيل التي قد تعترض المنتخبين التقدميين .
وقال التاج، أن هذا اللقاء ليس اعرض المشاكل والملفات بل فرصة لتبادل الآراء والخبرات فضلا عن التقرب من التجارب الناجحة التي شهدتها بعض الجماعات التي يسيرها منتخبو التقدم والاشتراكية ،مردفا ان هذه المناسبة تعد فرصة سنوية يتم التوقف عندها لتقديم حصيلة المجالس الجهوية للحزب بمختلف ربوع المملكة عوض انتظار مؤتمر الحزب كل اربع سنوات .وشدد الكاتب العام للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين على ضرورة إحداث فروع للجمعية بمختلف الجهات التي لازالت متأخرة في إحداث لجنها ،وذلك من اجل التواصل بشكل فعال مع كل اطر الحزب بمختلف المناطق المغربية ، تحقيقا للتضامن والتآزر مع كل المنتخبين الذين قد يقعوا في بعض الاحيان في بعض المشاكل .
اما احمد زكي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية فاكد على ضرورة الاهتمام بالقضية الإيكلوجية وجعلها دائما في صلب مخطط حزب التقدم والاشتراكية وذلك بإحداث مخططات ومشاريع ودراسات ميدانية بشراكة مع باقي جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالشان البيئي . أما أنس الدكالي فاكد في مداخلته على ان منتخبو التقدم والاشتراكية مطالبون بمساعدة الشباب على الاندماج في سوق الشغل من خلال عقد شركات مع القطاع الخاص وجلب شركات اجنبية ،بالإضافة إلى وضع خطة استراتيجية تهم تكوين الشباب وتوجيههم إلى السوق المهني خصوصا في المجالات المنتجة لفرص الشغل .