أجرى وزير التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة، شكيب بنموسى، اليوم الأربعاء بإقليم الحوز، زيارة ميدانية لعدد من المؤسسات التعليمية و الداخليات بالمناطق المتضررة من زلزال 8 شتنبر 2023، و ذلك في إطار تتبع تقدم برنامج تأهيل و إعادة بناء المؤسسات التعليمية.
و شملت هذه الزيارة عددا من الجماعات الترابية التي لحقتها آثار الزلزال، و الذي تضررت بفعله بعض المؤسسات التعليمية إما كليا أو جزئيا، إذ عملت الوزارة على وضع و تنزيل برنامج عام لتأهيل و إعادة بناء هذه المؤسسات، من أجل تأهيل العرض التربوي و ضمان إستمرارية الخدمة التعليمية العمومية بهذه المناطق في ظروف مثلى لفائدة الأطفال و الساكنة.
و بهذه المناسبة، إطلع الوزير بنموسى، على عدد من المؤسسات التعليمية التي تم تأهيلها بإقليم الحوز، إذ شملت الزيارة، على مستوى جماعة آسني، مركزية “مجموعة مدارس آسني” و داخلية “الثانوية الإعدادية الأطلس الكبير” و داخلية “الثانوية التأهيلية آسني”.
و بجماعة تحناوت، تفقد الوزير و الوفد المرافق له مدرسة “المسيرة الخضراء الإبتدائية”، حيث إلتقى بهيئة التدريس و جمعية أولياء أمور تلاميذ المؤسسة.
و إطلع الوزير بنموسى أيضا، بالجماعة الترابية أمزميز، على المشروع التربوي لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة بمركز دوار شمسي لرعاية الأيتام، حيث تفقد مجموع المرافق المكونة له من مراقد موزعة حسب السن و الأقسام متعددة المجالات التي تقدم مختلف الأنشطة و المرافق الصحية.
كما تمت زيارة المدرسة الإبتدائية وادي الذهب بالجماعة الترابية أغواطيم، و التي ستكون من مؤسسات الريادة ابتداء من الموسم الدراسي الحالي.
و في تصريح للصحافة، قال الوزير بنموسى، أن الأطراف المعنية كلها و منذ حدوث الزلزال سابقت الزمن لإستقبال الموسم الدراسي الجديد في ظروف أحسن، مؤكدا أن التلاميذ الذين كانوا يتابعون دراستهم في الخيم المدرسية المجهزة و الوحدات مسبقة الصنع، أو في داخليات مدينة مراكش، قد عادوا هذا الموسم لمتابعة تحصيلهم في المؤسسات التعليمية داخل إقليم الحوز.
و أبرز أن المجهودات ركزت كذلك على الرفع من عدد المنح من أجل توفير ظروف إستقبال جيدة بالداخليات، و تعزيز منظومة النقل المدرسي بتنسيق مع السلطات المحلية و المجالس الإقليمية لمواكبة حاجيات الساكنة.
و أشار الوزير إلى أن عددا من المؤسسات التعليمية تم تأهيلها وفتحت أبوابها للإشتغال، و تم إعطاء إنطلاقة أشغال إعادة بناء المؤسسات الأخرى التي تضررت بشكل كلي، مضيفا أن “هذه الأخيرة ستفتح أبوابها خلال الشهور المقبلة، و ستساعدنا على تحسين ظروف إستقبال تلاميذ الحوز”.
من جهته، أكد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة بإقليم الحوز، محمد زروقي، في تصريح مماثل، أن عملية إعادة البناء و التأهيل في العديد من المؤسسات التعليمية عرفت تقدما مهما، و من جهة أخرى شرع عدد مهم من المؤسسات في تقديم الخدمة التربوية والتعليمية.
و أبرز أنه تم إعطاء الداخليات أولوية كبيرة لما لها من دور مهم في تيسير ظروف تمدرس التلميذات و التلاميذ، مشيرا من ناحية أخرى، إلى أنه تم إرجاع 3000 تلميذ و تلميذة، كانوا قد حولوا السنة الماضية إلى داخليات مراكش نظرا لتضرر مؤسساتهم، إلى مؤسساتهم التعليمية الأصلية بعدما تم تأهيلها.
و في هذا الصدد، أضاف المسؤول نفسه أنه تم إعتماد حلول بديلة من أجل تقريب التلاميذ من أسرهم، لتعزيز الإستقرار النفسي الذي يعتبر شرطا أساسيا للتحصيل الدراسي.
يشار إلى أن برنامج إعادة بناء المؤسسات التعليمية يشمل شطرين من المشاريع، تم إنجاز شطر مهم منه، على أن تتم مواصلة تأهيل و إعادة بناء المؤسسات المتبقية، و التي ستفتح أبوابها لإستقبال التلاميذ مباشرة بعد الإنتهاء من هذه الأشغال.
و بشكل تدريجي سيمكن هذا البرنامج، مع مطلع الموسم الدراسي 2025/2026، من إستكمال جميع عمليات التأهيل و إعادة البناء المتعلقة بالمؤسسات التعليمية.
و بلغ عدد المؤسسات التعليمية التي لحقت بها أضرار جراء الزلزال 1.730 مؤسسة تعليمية، بما فيها الفرعيات المدرسية، منها 258 مؤسسة تستلزم إعادة البناء كليا (15 في المائة)، و 688 مؤسسة تستلزم التأهيل و إعادة البناء جزئيا (40 في المائة)، و 784 مؤسسة تستلزم التأهيل (45 في المائة).