أصدر حزب التقدم والاشتراكية بلاغا ذكر فيه ان استلهام روح ثورة الملك والشعب لتجديد لنَفَس بناء مغرب الديمقراطية والمؤسسات والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
نص البلاغ:
يخلد حزب التقدم والاشتراكية، إسوة بباقي مكونات الأمة، وبكل فخر واعتزاز، الذكرى 64 لثورة الملك والشعب، حيث يثمن مضامين الخطاب الملكي السامي بهذه المناسبة، وما أكد عليه من ثوابت أساس لسياسة المغرب وتوجهه الإفريقي القوي الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس، من منطلق قناعات ومبادئ راسخة، وبعيدا عن أي حسابات ظرفية ووفق رؤية تضامنية قوية، مع التشبت بعدالة قضية وحدتنا الترابية التي حقق المغرب في الدفاع عنها نجاحات متتالية .
ويستحضر حزب التقدم والاشتراكية ما يرمز إليه الاحتفال بذكرى ثورة الملك والشعب من تجسيد لتلاقي الإرادات الوطنية القوية في مواجهة مخططات الاستعمار والرجعية التي سعت إلى استمرار السيطرة على المغرب و عرقلة مسيرته نحو الانعتاق والرقي، والمس بمؤسساته الشرعية في محاولة يائسة لتعطيل الاستقلال الوطني وبناء المغرب المستقل و الموحد الذي شق طريقه نحو بناء الدولة المغربية الحديثة في كنف الحرية و الكرامة والديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية .
ومنذ رجوع محمد الخامس الملك الشرعي من المنفى و إعلانه نهاية الجهاد الأصغر و بداية الجهاد الأكبر، إستمر هذا التلاحم وتلاقي الإرادات بين القوى الوطنية و الجالس على عرش المغرب في أداء وظيفته التي لا تعوض في مواجهات الامتحانات والتحديات التي واجهتها بلادنا محققا المكاسب التى راكمها وطننا وشعبنا بدءا بجلاء الاستعمار واسترجاع السيادة الوطنية وإرساء أسس الدولة المستقلة، ومرورا ببلورة توافقات وطنية متينة في مراحل تاريخية دقيقة وحاسمة في مسار وطننا وشعبنا جعلتنا نخوض بنجاح معركة استكمال وحدتنا الترابية وإطلاق مسلسل البناء الديمقراطي، ووصولا إلى إنجاز المصالحات الضرورية لبناء الدولة الحديثة، دولة المؤسسات والديمقراطية والتي تسودها الحريات والعدالة الاجتماعية وتحترم فيها حقوق الإنسان.
و يقف اليوم حزب التقدم والاشتراكية على كل هذه المحطات التاريخية المشرقة في مسار تشييد المغرب الحديث، و يثمن غاليا ما تحقق من مكتسبات على كافة الأصعدة والمستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية، فإنه يتطلع إلى أن تشكل ذكرى 20 غشت لسنة 2017 فرصة لاستلهام روح ثورة الملك والشعب لتجديد نَفَس البناء الديمقراطي والمضي قدما في مسار توطيد دعائم دولة القانون والمؤسسات والتفعيل السليم للمضامين المتقدمة للدستور الجديد، بما يمكن عموم جماهير شعبنا، وخاصة الفئات المستضعفة والفقيرة، من أن تنعم بالعيش السعيد في وطن حر وموحد تسوده العدالة الاجتماعية والمجالية، وقوامه المساواة والحرية والكرامة.
وحزب التقدم والاشتراكية وهو يخلد هذه الذكرى، ينحني إجلالا وإكبارا أمام التضحيات الجسام التي قدمتها أجيال من المواطنات والمواطنين، من شهداء ومقاومين ومناضلين في سبيل الحرية والديمقراطية والكرامة، ويدعو إلى استعادة وَهَج التعبئة الوطنية التي مكنت بلادنا، بقيادة حكيمة من جلالة الملك محمد السادس وبإسهام قوي من كل القوى المجتمعية الحية والجادة، من تدشين عهد جديد يقوي التلاحم بين الملك والشعب وقواه الحية ويوطد دعائم المغرب الديمقراطي الذي تضطلع فيه المؤسسات بأدوارها الدستورية كاملة على أساس حياة سياسية سوية وسليمة يؤطرها فاعلون مجتمعيون وسياسيون ذو مصداقية، ومجتمع مدني جاد وإعلام حر ومستقل وذلك بما يتيح إسهام الجميع في بناء مغرب الحداثة والتقدم الغني بتنوعه وانفتاحه وديمقراطيته.