يعد قطاع الصناعة من بين القطاعات المشغلة بامتياز، حيث ينشطون في الصناعة التقليدية ذات الحمولة الثقافية (التي تمثل 17 ٪ من اليد العاملة في القطاع بأكمله، أي حوالي 420.000 صانع)، والإنتاجية النفعية (30٪) والخدماتية 53٪,بعد أن حصر لسنوات في رؤية اجتماعية محضة، حيث يبلغ إجمالي عدد العاملين بقطاع الصناعة التقليدية ما يقارب 2,4 مليون صانع وصانعة ،كما حظي هذا القطاع سنة 2007 بالاعتراف بإمكانيات نموه الكبيرة ومساهمته في التنمية الاقتصادية للبلاد، من خلال توقيع عقد ” برنامج “رؤية 2015” لصنف الصناعة التقليدية ذات الحمولة الثقافية تحت الرئاسة الفعلية” لصاحب الجلالة الملك نصره الله” في فبراير 2007، مما جعل منه قطاعًا “استراتيجيًا ” ذا أهمية اقتصادية واجتماعية كبيرة وحمولة ثقافية مثمنة ومشرقة.
وكتعريف للصناعة التقليدية المغربية، فهي موروث حرفي تقليدي يتميز بتنوعه وغناه وأصالته حيث شكلت الحرف التقليدية عبر العصور المجال المتميز لبلورة وتجسيد مهارات وإبداعات الصناع التقليدين المغاربة الذين تفننوا في تقنيات النقش والنحث والزخرفة مستلهمين إبداعاتهم من الطبيعة والأشكال الهندسية المختلفة للتراث الثقافي والحضاري المغربي.
وبهدف تعزيز دوره الاقتصادي في تنمية البلاد و في الحفاظ على الهوية والتراث الوطني الغير مادي، كما يحتاج قطاع” الصناعة التقليدية” بكافة مكوناته أكثر من أي وقت مضى، لاستراتيجية جديدة مميزة ومبتكرة لتنميته ورسم خارطة طريق جديدة هادفة وعملية ،وتتزايد هذه الحاجة مع سياق الأزمة الحالية المرتبطة بجائحة كوفيد 19 وتأثيرها المدمر على نسيج الفاعلين الحرفيين، وفي هذا الصدد، تهدف “الإستراتيجية القطاعية الجديدة” في أفق 2030 ، والتي توجد في طور الانتهاء من وضعها، إلى أن تكون شاملة ومتكاملة ومدمجة لجميع الفاعلين في القطاع، مع اعتماد نهج معقول.
اذا عدنا لواقع الصانع التقليدي “بإقليم الجديدة” نجده يعيش بين مطرقة التهميش وسندان المعاناة حيث تعاني الصناعة التقليدية” بمدينة الجديدة “حالة من الركود والتهميش مما يزيد من معاناة “الصانع التقليدي” في هذه المدينة التاريخية التي تعتبر خزانا للصناعات التقليدية,وقد كان لجودة منتوجها التقليدي على مدى قرون ,دور فعال في تنشيط الاقتصاد المحلي والجهوي ثم الوطني ,وكان لها الفضل في تشغيل عدد هائل من اليد العاملة اغلبهم من شباب المدينة.
أصبح اليوم يعاني من عدة تراكمات سلبية ،والفوضى العشوائية وعدم التنظيم واللامبالاة,وكانت أخرها الإقصاء من تنظيم “معرض الصناعة التقليدية” المعتاد تنظيمه في فترات العطلة الصيفية,نظرا للإقبال الكبير من الزوار الوافدين على عاصمة دكالة,ما يطرح مجددا ،سؤالا مهما حول الجهة التي ساهمت في هذا الاقصاء.