الحدث بريس:المختار العيرج.
في الجلسة الثانية للدورة الاستثنائية التي عقدتها جماعة الرشيدية بقاعة فلسطين يوم الثلاثاء 4 غشت 2020، يتم للمرة الثانية تدارس نقطتين أو ثلاث ليرجأ الباقي لجلسة أخرى، و كان سبب ذلك خروج المستشارين من الأغلبية و المعارضة عن جدول الأعمال و رغبة الجميع في المكاشفة و تشريح واقع و عوائق تنمية مدينة الرشيدية في السنة الأخيرة من الولاية .
كانت التقطة الأولى التي انصب حولها النقاش المستفيض هي تسمية بعض الشوارع و الحدائق، و كان الخلاف بين الطرفين هل نحن أمام حدائق بالمعنى المتعارف عليه أم أننا أمام مناطق خضراء لا تستحق هذا النعت، و هل الشوارع التي اختيرت لها أسماء رموز دينية و وطنية هي مؤهلة لتحمل هذه الأسماء الوازنة، و بعد أخذ و رد و اتفاق و اختلاف يتم التصويت برفض هذه المقترحات بسبب غياب عدد مهم من مستشاري فريق الأغلبية، مما مكن المعارضة من اسقاط هذه النقطة و إرجائها لوقت آخر على الرغم من أن ممثل الولاية الحاضر في الدورة قد نبه إلى أن ترسيم لائحة أسماء الشوارع يخضع للجنة موسعة يرأسها الوالي .
و تميزت هذه الدورة الاستثنائية بحدة النقاش الذي طبع تدخلات مختلف المستشارين من الأغلبية و المعارضة و لم تستثن كذلك سلطة الرقابة، فالرئيس اتهم الوالي بالبناء العشوائي خارج الاختصاصات في شأن حديقة جامعة تنجزها الولاية قرب المطار، تضم مسبحا و مسرحا في الهواء الطلق و الكثير من أشجار النخيل يشرف عليها مكتب دراسات و تتوفر على تصميم موقع من قبل نائب لرئيس جماعة الرشيدية وفق ما جاء في رد الباشا على اتهام سلطات الرقابة بالبناء خارج المساطر .
و تعود الأسباب الحقيقية للخلاف المستعر بين جماعة الرشيدية و سلطة الرقابة إلى ما يعتبره المنتخبون في الأغلبية بلوكاجا لمقرراتهم، و هو ما نفاه الباشا مبينا أن الأمر يتعلق بملاحظات في اطار ما يخوله القانون لسلطة الرقابة و طالب الرئيس بالاعتذار العلني عما صدر عنه من اتهامات للوالي الا أنه رفض .
و في مسألة البلوكاج التي أخذت وقتا هاما من زمن الدورة لم يستطع المتتبعون و لا نسبة هامة من مستشاري الجماعة معرفة المقررات الجماعية التي طالها البلوكاج، و ما هي مبررات سلطة الرقابة و أسباب رفضها التأشير على مشاريع جماعة الرشيدية، فلحد الساعة لم يتم التطرق سوى للخلاف الدائر حول الطرقات المراد تقويتها أو بناؤها، في حين بقيت المقررات الأخرى المعترض عليها غير معلنة للرأي العام و لكل مستشاري الجماعة .
إن ما حدث بهذه الدورة الاستثنائية يطرح تساؤلات شتى حول ما تحبل به الأيام القادمة في هذه الظروف الدقيقة التي تعيشها مدينة الرشيدية و نحنعلى بعد شهور معدودة من نهاية الولاية الحالية .