الحدث بريس:ادريس بوداش.
أشرف اليوم السبت 17 نونبر 2018 بقاعة فلسطين بالرشيدية، مؤرخ المملكة رئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاي علي الشريف، السيد عبد الحق لمريني بمعية السيد والي جهة درعة تافيلالت محمد بنرباك وبحضور السيد الكاتب العام لوزارة الثقافة والاتصال قطاع الثقافة وكذا السيد الكاتب العام للولاية ادريس لكدوج …وعدد من الباحثين وشخصيات مدنية وعسكرية …على الندوة العلمية الثانية والتي أقيمت حول الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المغرب على عهد المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني.
وقد أشار السيد عبد الحق المريني خلال كلمته التي القاها بالمناسبة، إلى الدور الايجابي الذي لعبه جلالة الملك الحسن الثاني في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمملكة على عهده ،حيث عمل على جعل مبدأ الوسطية والاعتدال منهجا اقتصاديا واجتماعيا فلا هو رأسمالي ولا اشتراكي كما جعل من صلب اولوياته تربية أبناء الشعب المغربي على الوطنية وحب الوطن .
أشار الأستاذ امبارك بوعصيب، مؤهل بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالرباط، في مداخلته إلى أبعاد بناء السدود في عهد الملك الحسن الثاني، الذي دشن رؤية استراتيجية في مجال التدبير المتكامل والمستدام للموارد المائية في المغرب.
كما ذكر الأستاذ المحاضر أن الحسن الثاني “كان يدرك إدراكا سابقا لعصره ما كان سيحدث في المغرب وفي العالم من تغيرات مناخية، وزيادة النمو الديمغرافي، وزيادة الطلب على الماء بفعل التطور الصناعي، وما سيواكب ذلك من تناقص حصة الفرد من هذه المادة الحيوية”.
كما ابرز أن الحسن الثاني كان يطمح إلى جعل المغرب بلدا فلاحيا بامتياز، فين سياسة استباقية في مجال توفير الموارد المائية ؛ حيث جعل السدود من أولى اولوياته كحل لمشكلِ مناخ المملكة المتسم بتذبذب التساقطات المطرية وتناقصها المستمر وتفاوت توزيعها على المجال الترابي للمملكة.
كما أشار بوعصيب إلى أن الحسن الثاني حرص على توفير المياه للسقي لاعتبار القطاع الفلاحي ركيزة للاقتصاد المغربي، مبرزا أن سياسة بناء السدود التي نهجها الملك الراحل كانت لها نتائج جد إيجابية على القطاع الفلاحي وعززت دوره الحيوي كرافعة أساسية للاقتصادي الوطني.
وفي مداخلة عمر المغيبشي، أستاذ التعليم العالي مساعد بكلية الآداب بن مسيك بالدار البيضاء، اشار لمساهمة الحسن الثاني في الحياة الاقتصادية والاجتماعية ليهود المغرب، مؤكدا أن الملك الراحل أحاط اليهود المغاربة باهتمام كبير، حيث ظلوا يحظون على الدوام بالتقدير من طرف السلطات المخزنية ومن طرف المجتمع المغربي كمون اساسي من مكونات هذا المجتمع.
كما ذكر الحضور أن دستور 2011 اعتبر المكوّن العبري جزءً لا يتجزأ من الهوية المغربية، وهو امتداد للمكانة السامية التي ظل يهود المغرب يحتلونها على عهد سلاطين الدولة العلوية، وتكرّست أكثر على عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
كما أشار عمر المغيبشي أن الحسن الثاني أدمج اليهود المغاربة في المجالات السياسية والاجتماعية والديبلوماسية، فكان اليهود المغاربة جزء من التاريخ العام للمغرب، حيث ساهموا في الحياة الاجتماعية والدبلوماسية عبر ترويج مجموعة من القضايا المغربية والدفاع عنها في المحافل الدولية، وخاصة قضية الوحدة الترابية للمملكة.
وبخصوص مظاهر تطور قطاع التعليم العالي في عهد الملك الحسن الثاني، أمين إعزان، أستاذ مؤهل بكلية الحقوق بطنجة ابرز أن الملك الراحل أحدث، بعد توليه الحكم، تطورا مهما في قطاع التعليم، خاصة التعليم العالي، سواء من الناحية الكمية أو الكيفية.
كما أشار الأستاذ إعزان أن الملك الحسن الثاني “كانت له رؤية واضحة للنهوض بقطاع التعليم، وكان حريصا على إعطاء اللغة العربية المكانة اللائقة بها؛ حيث تمثل بالنسبة إليه خطا أحمر، مع انفتاحه على اللغات العالمية، كما حرص على أن تعطى لها المكانة الاعتبارية في مناهج التعليم المحافظة على الأصالة المغربية”.
وقد كان لأستاذة التعليم العالي بكلية الآداب بوجدة، ماريا دادي ،عرضا تحدثت فيه عن منجزات الحسن الثاني في مجال شعر الملحون و النهوض بوضعية المرأة، عبر إحداث الاتحاد الوطني النسائي المغربي.

وفي ختام هذه الندوة العلمية رفع الحاضرون الدعاء بالرحمة والمغفرة لمؤسس المغرب جلالة المغفور له محمد الخامس ولباني المغرب الحديث جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني وان يحفظ أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس ويشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وبسائر أفراد الأسرة العلوية الشريفة.