أسدل الستار، مساء أمس السبت، على فعاليات الدورة الـ25 لمهرجان كناوة و موسيقى العالم، بعد ثلاثة أيام من الموسيقي العابرة للمحيط.
عروض موسيقية تطفح بمعاني السلام و التسامح و التعايش، شدت إهتمامات زائري مدينة الرياح، من عشاق التراث الكناوي و موسيقى العالم، و محبي الإيقاعات الملتهبة في حفلات المنصات الكبرى، و المتطلعين لنقاشات حقوق الإنسان التي تنظم موازاة مع الليالي الروحانية بين دروب المدينة العتيقة.
بآلة “الكمبري” الكناوية المتميزة، أطل المعلم إسماعيل رحيل، مؤسس فرقة “أولاد بامبارا” على جمهوره العاشق لموسيقى العالم، ممتعا إياه بما جادت به قريحته الغنائية التي تنهل من التراثين العيساوي و الكناوي.
كما تميزت هذه الليلة الموسيقية بأداء المغنية الإسبانية من أصول غينية، بويكا، لفقرة موسيقية نثرت على جمهور منصة مولاي الحسن الشهيرة سحر الفلامينكو و الجاز و الفانك بصوتها الفريد و المفعم بالحياة و التفاؤل.
و قدمت بويكا، و هي إحدى أكثر المطربات تميزا على الساحة الموسيقية الإسبانية، لمحبيها باقة متنوعة من الأنغام و الإيقاعات التي تجاوز الحدود الثقافية و اللغوية.
و من الولايات المتحدة الأمركية و غوادلوب، صدحت حناجر فرقة بوكانطي، بإبداعها الفني الذي يجمع بين أصوات الصحراء و الدلتا، و بين البلوز و الكالادجا المنتمي لمنطقة الكارايبي.
تشكيلة متنوعة و غنية بالأنغام و الإيقاعات غير التقليدية، جادت بها قريحة بوكانطي، التي تعالج في أغانيها مواضيع كالعنصرية و اللجوء و اللامبالاة إتجاه معاناة الإنسان.
و مسك ختام هذه الأمسية، مزج موسيقي جمع أحد أعمدة مهرجان كناوة و موسيقى العالم الذين إعتاد الحضور مشاهدته على منصاته منذ تأسيسه سنة 1998، و هو المعلم حميد القصري، الذي رسخ إسمه من خلال حفلات إستثنائية و تاريخية، لا يكل جمهوره من الرقص على إيقاعاتها العابرة للمحيط.
و رفقته، أبدعت فرقة بوكانطي هذه الملحمة الموسيقية الثنائية، التي إخترقت وجدان الجمهور العاشق للموسيقى الكناوية بعمقها الروحي، الحامل للسلام و التعايش و التكامل مع الحفاظ على التنوع.
الجدير بالذكر، أن الدورة الـ 25 لمهرجان كناوة و موسيقى العالم، الذي يضيء سماء مدينة الرياح، تستضيف 400 فنان يحيون ما مجموعه 53 حفلا موسيقيا، ضمن أجندة مواعيد موسيقية متنوعة، تقترح على الجمهور مجموعة واسعة من الإيقاعات الموسيقية النوعية.
و بالموازاة مع الحفلات الموسيقية، إنعقدت الدورة الـ 11 من منتدى حقوق الإنسان لمهرجان كناوة و موسيقى العالم، المنظم بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، لإستكشاف غنى و تشعب العلاقات التي تجمع المغرب و إسبانيا و البرتغال، و ذلك قبيل سنوات قليلة من الحدث التاريخي المتمثل في التنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم 2030.
و وجه المنتدى هذه السنة الدعوة إلى شخصيات بارزة من خلفيات متنوعة للمشاركة في نقاش حر في ثلاث موائد مستديرة حول “ألف عام من التاريخ، ماذا بقي منا؟”، و “الرياضة و الفن و الثقافة.. مصيرنا المشترك”، و “التنقل البشري و الإقتصاد و الجاليات… حكايات الجوار؟”.