الحدث بريس – متابعة
شهدت علاقات التعاون والصداقة العريقة بين المغرب والولايات المتحدة طفرة نوعية في السنوات الأخيرة، تؤكدها الآفاق الجديدة لتعزيز شراكة استراتيجية متعددة الأشكال تقوم على تنسيق وثيق على جميع المستويات.
وتشهد برقية التهنئة التي بعث بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمناسبة عيد استقلال بلاده في الرابع من يوليوز، على جودة العلاقات بين البلدين الصديقين الحليفين، حيث نوه فيها جلالته بـ”الدينامية المتميزة التي تطبع هذه العلاقات”.
وما فتئ صناع القرار الأمريكيين يتشاطرون هذا التقدير البالغ المقرون بعزم راسخ على المضي قدما في تجسيد الرؤية المشتركة للشراكة الاستراتيجية المغربية الأمريكية، حيث يؤكدون، في كل مناسبة، أن المملكة تظل، بفضل استقرارها ومصداقيتها وإصلاحاتها، “شريكا قويا” تجمعه بالولايات المتحدة علاقات تعاون متعدد الأبعاد.
وقد أشادت الإدارة الأمريكية بالدور الريادي لجلالة الملك محمد السادس في “إرساء إصلاحات جريئة وذات حمولة كبيرة على مدى العقدين الماضيين”، معربة عن تقديرها “للدعم القيم” الذي ما فتئ جلالته يقدمه لقضايا السلام والأمن والتنمية.
وخلال الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي المغرب ـ الولايات المتحدة، التي ترأسها الى جانب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أعرب رئيس الدبلوماسية الأمريكية، مايكل بومبيو، عن “تقديره للدعم القيم والموصول الذي يقدمه جلالة الملك في القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل السلام في الشرق الأوسط، والاستقرار والتنمية في إفريقيا، وكذا الأمن الإقليمي”.
كما شددت الدبلوماسية الأمريكية، في بيان بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها بومبيو إلى الرباط، الأولى له إلى المنطقة كوزير للخارجية، على أن “المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يعتبر فاعلا رئيسيا في الحرب الدولية ضد الإرهاب”، و “رائدا إقليميا في تعزيز التعايش الديني والحوار بين الأديان”.
وأعربت واشنطن، في هذا الصدد، عن شكرها للمغرب، “الشريك الذي ينعم بالاستقرار ويشيع الأمن، لريادته على رأس المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ودوره الريادي في التحالف العالمي لدحر تنظيم +داعش+”.
وعلى صعيد مكافحة جائحة كورونا، باعتباره تحديا كبيرا وطارئا يواجه البشرية، أشادت الولايات المتحدة بريادة المغرب في إدارة هذه الأزمة الصحية، مبرزة على الخصوص مبادرة جلالة الملك لتقديم مساعدات طبية للعديد من البلدان الإفريقية لمواكبتها في جهودها لوقف تفشي هذا الوباء والحد من تداعياته الاقتصادية والاجتماعية،كما شددت على أنها ستواصل العمل عن كثب مع المغرب لرفع التحديات في مجال الصحة على الصعيد العالمي.
وسواء تعلق الأمر بالقضايا الثنائية أو تلك التي تهم الشأنين الإقليميي و الدولي، فإن البلدين يحدوهما عزم أكيد على تعزيز التنسيق والتشاور والشراكة الاستراتيجية.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية على ضرورة تعزيز التعاون المغربي الأمريكي المتميز، مبرزة التزام واشنطن بمواصلة دعم جهود المغرب الاقتصادية في إطار اتفاقية التجارة الحرة التي تجمع بين البلدين.
ويؤكد السيد بوريطة أن متانة العلاقات المغربية الأمريكية، المترسخة في أسسها والواضحة في معالمها، تعكس رغبة المغرب في تعزيز الشراكات التاريخية للمملكة، في إطار تنفيذ الرؤية الملكية لسياسة خارجية دينامية وفاعلة.
وفضلا عن الجوانب السياسية والدبلوماسية والأمنية، فإن الشراكة الثنائية على المستوى الاقتصادي تظل قوية وواعدة، حيث وصل حجم المبادلات التجارية إلى 51 مليار درهم، بزيادة بنسبة 28 في المائة مقارنة بسنة 2017.
وتعد الولايات المتحدة ثالث مستورد من المملكة ورابع مصدر نحوها، كما تحتل الاستثمارات الأمريكية المرتبة السابعة على مستوى الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تستقر بالمغرب أزيد من 160 مقاولة أمريكية.
كما يعد التعاون في هذا المجال مثمرا أيضا على مستوى مؤسسة تحدي الألفية، الآلية التي تم من خلالها تخصيص حوالي 450 مليون دولار للعديد من البرامج في مجالات التكوين ومناخ الأعمال وتمكين المرأة.
والأكيد أن الدينامية المطردة التي تشهدها العلاقات بين الولايات المتحدة و المغرب تشكل تجسيدا لحكمة وتبصر جلالة الملك ونهجه السديد الرامي الى وضع المملكة على سكة التنمية وترسيخ الديمقراطية والدفاع عن قضايا السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.