في خضم التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، يواصل المغرب تعزيز قوته العسكرية بخطوات مدروسة. مبنيّة على استثمارات ضخمة وصفقات تسليح متطورة، وهو ما يعكس طموحه الكبير في تعزيز قدراته الدفاعية.
تأتي هذه الجهود في إطار رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق التفوق العسكري وتعزيز مكانته على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقد سجلت صادرات الأسلحة الإسبانية إلى المغرب خلال هذا العام زيادة كبيرة. حيث وصلت إلى 21 مليون يورو مقارنة بـ 1.5 مليون يورو فقط في 2023. تضمنّت هذه الصادرات أنواعًا مختلفة من المعدات العسكرية، أبرزها القنابل والقذائف والطوربيدات. حيث ارتفعت قيمتها من مليون يورو في 2023 إلى 12.8 مليون يورو في 2024. يعكس هذا الارتفاع المذهل الاهتمام المتزايد من قبل المغرب بتحديث ترسانته العسكرية وتزويد قواته بأحدث الأسلحة.
الزيادة الكبيرة في صادرات الأسلحة الإسبانية إلى المغرب تُظهر تزايد احتياجات المملكة من المعدات العسكرية المتطورة. وهو ما يُفسّر أيضًا ارتفاع قيمة ملحقات الأسلحة بنسبة غير مسبوقة، حيث انتقلت من 10,015 يورو في 2023 إلى 8 ملايين يورو في 2024. بزيادة تبلغ 79,739.22%.
هذا التحول في التعاون العسكري يؤكد رغبة المغرب في تطوير قدراته العسكرية بشكل مستقل ومستدام، ويعكس أيضًا الثقة المتزايدة بين البلدين في المجال الدفاعي.
من ناحية أخرى، تشير التقارير إلى أن المغرب لا يعتمد فقط على التعاون الإسباني في هذا المجال. بل يتجه بشكل متزايد نحو تنويع مصادر تسليحه من خلال توقيع اتفاقيات استراتيجية مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا والبرازيل.
كما يعكف المغرب على بناء شراكات مع دول صاعدة مثل الصين والهند بهدف تنويع المصادر العسكرية وتعزيز استقلاليته الدفاعية.
في خطوة تأكيدية على التزامه بتحديث قواته المسلحة، خصص المغرب في مشروع قانون المالية لعام 2025 ميزانية ضخمة تصل إلى 133 مليار درهم لقطاع الدفاع، ما يعكس إرادته الجادة في تقوية بنيته الدفاعية وتحقيق التفوق العسكري الإقليمي. هذه الميزانية الضخمة تمثل بداية تحول كبير نحو تطوير القدرات العسكرية، وزيادة الاستثمارات في المشاريع الدفاعية المحلية.
لا تقتصر طموحات المغرب على الاستيراد فقط، بل يسعى أيضًا إلى بناء قاعدة صناعية عسكرية محلية من خلال شراكات استراتيجية مع شركات عالمية متخصصة.
لقد بدأ المغرب في إنشاء وحدات متخصصة في إنتاج الذخائر، والطائرات بدون طيار، والمركبات القتالية. وهي خطوة تؤكد التوجه الجاد نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات الدفاعية.
إن هذه الجهود تعكس التزام المغرب بالاستثمار في قوته العسكرية. وتظهر بوضوح أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية لتعزيز أمنها واستقرارها في المنطقة.