يستعد المغرب لفتح صفحة جديدة في قطاع السياحة عبر استهدافه جذب مليون سائح صيني سنوياً بحلول عام 2030، وذلك ضمن استراتيجية طموحة لتنويع مصادر السياحة وتوسيع نطاقها الجغرافي.
وجاءت الخطوة الأبرز في هذا المسار بتوقيع المكتب الوطني المغربي للسياحة اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة الطيران الصينية الرائدة “تشاينا إيسترن إيرلاينز”، تهدف إلى تعزيز الحضور السياحي المغربي في السوق الصينية الواعدة.
تتضمن هذه الشراكة مجموعة من الإجراءات، تشمل إطلاق حملات ترويجية مكثفة في المدن الصينية الرئيسية، تنظيم رحلات صحافية لوكالات السفر الصينية، وبرمجة أنشطة مشتركة لعرض المقومات السياحية المغربية.
كما ستعمل الاتفاقية على تحسين الربط الجوي بين البلدين، حيث من المقرر إطلاق خط مباشر بين شنغهاي والدار البيضاء بمعدل ثلاث رحلات أسبوعية ابتداءً من أكتوبر 2025، إضافة إلى الخط المباشر الحالي بين بكين والدار البيضاء الذي تشغله الخطوط الملكية المغربية.
وأكدت وزيرة السياحة المغربية فاطمة الزهراء عمور أن هذا التعاون “يعزز حضور المغرب في آسيا ويؤكد توجه المملكة لتنويع الأسواق المصدرة للسياح”، مشيرة إلى أن الشراكة مع الناقل الجوي الصيني الكبير تأتي في إطار سياسة الانفتاح على الأسواق الناشئة.
من جانبه، أوضح المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة أشرف فائدة أن هذه الخطوة تندرج ضمن خطة شاملة لإبرام شراكات استراتيجية مع كبار الفاعلين في قطاع النقل الجوي العالمي، بهدف فتح المغرب أمام الأسواق الأكثر دينامية في العالم.
يأتي هذا التحرك في أعقاب الإعفاء من التأشيرة الذي منحه المغرب للسياح الصينيين منذ 2023، والذي سجل معه القطاع السياحي نمواً ملحوظاً في أعداد الزوار الصينيين، حيث وصل العدد إلى حوالي 300 ألف سائح عام 2023، مع توقعات بتجاوز نصف مليون زائر بنهاية 2024.
وتستند الاستراتيجية المغربية على مقومات الجذب السياحي الفريدة التي تتناسب مع أذواق السائح الصيني، لاسيما المدن العتيقة والتراث الثقافي الغني والمنتجعات السياحية الفاخرة.