كما يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم “وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون” صدق الله العظيم (الآية 35 من سورة الأنفال).
طلعت الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية “بعد خمول دام لأشهر طويلة” كالمترنح من سكر عميق، بعد الصفعة التي تلقتها تنظيماتهم في الاستحقاقات الأخيرة لـ8 شتنبر 2021.
ومفاد هذه “الطلعة البيان” أن الكتابة الجهوية للعدالة والتنمية تتباكى على ما أسمته “بالتخلي عن مشروع جامعة درعة-تافيلالت”، وهو افتراء لا يتعدى كونه مكاء وتصدية لا تصدر إلا عن المنافقين.
فبعد عشرية عجفاء قضاها حزب العدالة والتنمية في تدبير دواليب الحكم بالبلاد، يحاول الحزب عبر منظريه العميان بجهة درعة-تافيلالت القفز على الكذب والبهتان لاستعطاف الرأي العام بهذه الجهة التي أفقروها وأهدروا فيها زمنا غاليا للتنمية، حيث أن مشروع الجامعة لا زال قائما، وإن كان منتخبو الجهة الحاليين يعملون في صمت متجنبين الفرقعات الخاوية والعجعجة التي لا تجلب طحينا والرعد الذي لا يمطر، وأن اتفاقيات أبرمت في ذلك الشأن، بالإضافة إلى كون مجلس الجهة الحالي خصص ميزانية ضخمة، مما كان يحجبه عراب العدالة والتنمية بالهرهورة، وذلك شأنه شأن المستشفى الجامعي الذي نجح المجلس في إبرام اتفاقية تخصه مع وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية المساهمة بقيمة 1600 مليون درهم، أي 160 مليار سنتيم، والجهة الآن تباشر عملية اقتناء العقار التي توجد في مراحلها الأخيرة.
فماذا أصاب الكتابة الجهوية؟ هل هي ضربة شمس الصيف الحار بالرشيدية؟ أم الاستخفاف بذكاء ساكنة درعة-تافيلالت التي قالت كلمة الفصل وكلمة الخلع في الثامن من شتنبر 2021؟
ثم هل عادت الكتابة الجهوية قبل إصدار بيانها هذا إلى العضوين الوحيدين بمجلس الجهة واللذين صوتا بملء إرادتهما وكامل وعيهما على اتفاقية المستشفى الجامعي ويتابعان عن كثب مشروع اقتناء الأرض التي ستحوي هذا المشروع وتتسع لجامعة الجهة؟
والسؤال الحقيقي الذي يجب أن تجيب عنه الكتابة الجهوية للعدالة والتنمية بجهة درعة تافيلالت، ما هو سبب فشلها في إخراج مشروع جامعة الجهة خلال عشر سنوات كان وزراؤها يتربعون على رأس وزارة التعليم العالي، حيث اكتفوا بتعيين بعض أفراد حزبهم في مناصب جامعية لا يستحقونها، ولم يبذلوا فيها جهدا، بل كانت تصرف لهم بالموازاة تعويضات في مهمات واهية دامت سنتين متتاليتين بكل أيامها بما فيها أيام العطل والأعياد.