إحتضنت مدينة شفشاون على مدى أيام 19 و 20 و 21 من غشت الجاري، فعاليات الدورة الأولى من المهرجان الوطني الأول لفن المديح و السماع، تحت شعار ” السماع الصوفي رافد روحي في تعزيز و دعم الثوابت الدينية و الوطنية “.
و سعت الجمعية المحمدية لمدح خير البرية بشفشاون من خلال تنظيم هذا المهرجان المدعم من طرف وزارة الثقافة، دورة الراحل نور الدين بن تحايكت، الى المساهمة في الحفاظ على الموروث الثقافي و الفني للمنطقة، التي تتميز بموسيقاها الروحية و الأندلسية و مدارسها الصوفية، و كذا بتشبث ساكنتها بالموسيقى الروحية و إنجابها للكثير من المبدعين في هذا المجال الذي يشكل رافدا من روافد الثقافة المغربية الأصيلة المتعددة.
و في هذا السياق، قال رئيس الجمعية المنظمة محمد المجدوب ،في تصريح للصحافة، إن المهرجان الذي إحتضنه فضاء مسرح القصبة التاريخي وسط المدينة الزرقاء، هو حدث فني روحاني يروم أولا إيجاد موقع خاص له بين المهرجانات الفنية التي تحتضنها المدن المغربية العريقة بإنتظام، و ثانيا المساهمة في الحفاظ على موروث حضاري عريق تميز به المغاربة عن غيرهم من الشعوب منذ قرون عديدة.
و أضاف أن المهرجان يسعى أيضا الى تقديم فقرات فنية بديعة في مدح خير البرية، يؤديها مشايخ الفن و كذا الشباب الموهوب المتشبع بمجال الموسيقى الروحية و الصوفية، مع الحرص على إبراز خصوصيات المدرسة الشفشاونية في هذا النوع الإبداعي الراقي، مبرزا أن الجمعية المنظمة بدعم من الفعاليات المؤسساتية و المدنية تتوخى ضمان إنتظام هذا الموعد الثقافي السنوي بمستوى عال، إستجابة لتطلعات عشاق هذا الفن المغربي الأصيل.
و أبرز محمد المجدوب أن هذا الفني الأصيل، الذي يتبناه المهرجان بعوالمه الإبداعية ذات الخصوصيات الدينية و الروحانية المتفردة و مقاماته الروحية و وصلاته السجية، يتوخى أيضا المساهمة في الحفاظ على الموروث الثقافي والفني لمدينة شفشاون وتوريثه للأجيال القادمة، إضافة إلى تمكين الجمهور العريض، من سكان المدينة و من زوارها، من تقصد معاني و دلالات فني المداح و السميع، الإبداع الذي تمتزج فيه ظلال الأصوات بومضات الأشعار و الأزجال و أحاديث السماء.
و شملت فقرات هذه الدورة تكريم المبدع و المثقف أحمد حسن العمارتي، إضافة الى عروض للجمعية المراكشية للأمداح النبوية إبن العريق، و مجموعة الزاوية الشرقية للمديح و السماع، و مجموعة الجوهرة الزرقاء للمديح و السماع الصوفي و الموسيقى الروحية بشفشاون، و مجموعة أرحوم البقالي للحضرة الشفشاونية.
كما تضمن برنامج التظاهرة فقرات أخرى متنوعة تنهل من معين فني المديح و السماع و موسيقى الآلة أدتها الطائفة العيساورية الفاسية برئاسة المقدم سعيد برادة، و المجموعة المغربية للموسيقى الأندلسية و الروحية.