كان ساكنة وزوار المدينة الحمراء على موعد مساء أمس الجمعة بالمسرح الملكي بمراكش، على موعد مع أمسية ممتعة إيذانا برفع الستار على فعاليات النسخة ال53 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية الذي يعد حدثا سنويا متميزا يحتفي بغنى و تنوع التراث الثقافي اللامادي المغربي.
و إستمتع الجمهور الذي حج بكثافة لمتابعة فقرات هذه الأمسية التي ميزت الإفتتاح الرسمي لهذه التظاهرة الثقافية المقامة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بعرض فني شكل غوصا حقيقيا في تفرد و أصالة الفنون الشعبية بالمملكة و سفرا ساحرا في عوالم التراث الثقافي اللامادي المغربي.
و تميزت هذه السهرة الفنية بحضور على الخصوص، الكاتبة العامة لوزارة الشباب و الثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، سميرة المليزي، و والي جهة مراكش آسفي عامل عمالة مراكش، فريد شوراق، و منتخبين و شخصيات أخرى من آفاق مختلفة، إلى جانب ممثلي السلطات المحلية و المصالح الخارجية و المجتمع المدني.
و على مدى ما يقارب الساعتين، تعاقبت عدة فرق تمثل مختلف جهات التراب الوطني على الصعود للمنصة لتقدم عروضا فنية رائعة و لوحات فنية و رقصات على إيقاعات و أغاني فنانين موهوبين، لتسافر بالجمهور الحاضر في عالم التراث اللامادي المغربي العريق و الأصيل.
و في كلمة بالمناسبة بإسم وزارة الشباب و الثقافة و التواصل، أشادت السيدة المليزي، بالجهود المبذولة من قبل المنظمين و تشبتهم بهذا التراث و صيانته رغم التغيرات التي طرأت على هذه الفنون الشعبية.
و نوهت في هذا الصدد، بالدور الحاسم لهؤلاء الفنانين في الحفاظ على هذه الفنون العريقة و إثرائها و نقلها للأجيال المقبلة و تعزيز إشعاعها على المستوى الدولي، مبرزة الجهود الكبيرة المبذولة في هذا السياق من قبل الوزارة و شركاء آخرين لصيانة هذا التراث اللامادي رغم الطابع المعقد لهذه العملية الدقيقة.
و أكدت في هذا الصدد، على الخطوات المهمة التي تم قطعها في هذا المجال، و المتجسدة في إدراج مختلف مكونات هذا الإرث المغربي في لوائح التراث الثقافي اللامادي للإنسانية، موضحة أن هذه البنية الفنية و الثقافية الأساسية تشكل دعامة صلبة لرفع تحديات إرساء صناعة ثقافية و إبداعية من شأنها تعزيز التنمية المستدامة و المندمجة بالمملكة تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
من جهته، أبرز رئيس جمعية الأطلس الكبير، محمد الكنيديري، أن هذه الأمسية تشكل الإفتتاح الرسمي للدورة ال53 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، مضيفا أن هذه السهرة هي من بين أفضل العروض المقدمة على مدى دورات هذا المهرجان العريق.
و في تصريح للصحافة، أوضح المتحدث، بأن المنظمين حرصوا على ضمان تنوع الأساليب الفنية و إلزام مختلف الفرق المشاركة بإرتداء أزيائهم التقليدية الأصيلة، داعيا الى تقديم مزيد من الدعم لضمان إستمرارية هذه التظاهرة من أجل إشعاع الثقافة و صون الفلكلور بالمملكة.
من جانبه، أكد مولاي إسماعيل لمغاري، في كلمة بإسم المجلس الجماعي لمراكش، أن المهرجان الوطني للفنون الشعبية يعد من بين التظاهرات الثقافية المتميزة على المستوى الوطني، مسلطا الضوء على المساهمة القيمة لهذا الحدث في صيانة التراث اللامادي الوطني.
و شدد أيضا، على مساهمة هذا الموعد السنوي في تنشيط المدينة و تعزيز الجاذبية السياحية للمدينة الحمراء.
من جهتهم، أكد فنانون و رؤساء فرق فنية مشاركة في هذه الدورة في تصريح للصحافة، على أن هذا المهرجان يشكل ملتقى و فضاء للقاء بين فرق الفنون الشعبية من مختلف جهات المملكة.
و يشارك في هذه الدورة، التي تنظم تحت شعار “الإيقاعات و الرموز الخالدة”، مئات الفنانين يمثلون أزيد من 30 فرقة فلكلورية بالمغرب، و كذا العديد من الفرق الأجنبية من دول الصين و أندونيسيا و بوركينا فاسو.
و تتميز هذه النسخة، المنظمة بشراكة مع وزارة الشباب و الثقافة و التواصل، و ولاية جهة مراكش آسفي و عدد من الشركاء الآخرين، بتخصيص منصتين للفرجة بكل من ساحة جامع الفنا، و ساحة جنان الحارثي، إلى جانب تنظيم فقرة “ليالي موضوعاتية” بقصر الباهية.
كما تشهد هذه التظاهرة إقامة أمسية دولية بمشاركة مجموعات فنية صينية و أندونيسية و مغربية، إلى جانب فقرة “ليالي النجوم” التي تكرم هذه السنة الفنان و الملحن نعمان لحلو.