دعت الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة “ترانسبرانسي المغرب” النيابة العامة إلى كشف نتائج التحقيقات بشأن الحادث الغامض الذي تعرض له المناضل الحقوقي البارز سيون أسيدون، بعدما عُثر عليه في حالة فقدان للوعي داخل منزله بمدينة المحمدية، في ظروف وصفت بـ”غير الطبيعية”. وأثار الحادث قلقًا واسعًا وردود فعل متباينة داخل الأوساط الحقوقية والسياسية، بالنظر إلى رمزية أسيدون وتاريخه النضالي الطويل.
وفي بيان أطلعت عليه جريدة “الحدث بريس”، عبّرت الجمعية عن “قلقها البالغ بشأن الوضع الصحي للمناضل والمفكر اليساري، أحد أبرز مؤسسي الجمعية وأول كتابها العامين، وعضو مجلسها الوطني”، مشيرة إلى أن أسيدون يُعدّ كذلك منسق حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) المغرب، وعضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع.
وأضافت “ترانسبرانسي” أن أسيدون نُقل في وضع صحي حرج إلى عيادة بالمحمدية، حيث خضع لعملية جراحية دقيقة على مستوى الرأس، ثم أُدخل إلى قسم العناية المركزة ووُضع تحت التنفس الاصطناعي، قبل أن يُحوّل إلى مستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء لمتابعة علاجه.
وبحسب البيان، فقد جاءت هذه التطورات المقلقة بعد انقطاع الاتصال به لأزيد من 48 ساعة، ما دفع أصدقاءه وبعض أقاربه إلى طلب التدخل، ليُمنح الإذن من طرف وكيل الملك المختص باقتحام منزله يوم 11 غشت الجاري، بحضور مصالح الأمن. وتم العثور عليه حينها جالسًا على كرسي، فاقدًا للوعي، وعلى جسده إصابات واضحة على مستوى الرأس والوجه والكتف، ما يطرح علامات استفهام حول احتمال تعرضه لاعتداء.
وأكدت الجمعية الحقوقية أن ما وقع للمناضل أسيدون لا يمكن فصله عن “مواقفه الشجاعة وتاريخه الطويل في الدفاع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ورفضه العلني والصريح لكل أشكال التطبيع”، مشيرة إلى أنه أدى ضريبة هذه المواقف باعتقاله في سنوات الرصاص، حيث قضى أكثر من عشر سنوات في السجن من أجل الديمقراطية والشفافية وحرية الرأي.
وختم البيان بدعوة النيابة العامة إلى التعامل بالشفافية مع هذا الملف، وتقديم توضيحات للرأي العام حول ملابسات الحادث، متمنية الشفاء العاجل لسيون أسيدون، ومعتبرة أن إصابته الغامضة تشكل صدمة وسط النشطاء الحقوقيين ومكونات المجتمع المدني المدافعة عن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان.