قال العميد اللبناني المتقاعد خليل الحلو إن فرضية هزيمة بوتين صعبة جدا. قائلا إن “الهزيمة تعني خروج الجيش الروسي من أوكرانيا دون تحقيق أي هدف. وهذا الأمر يعد مستحيلا”.
وتابع الحلو، المرشح للانتخابات النيابية المقرر أن يخوضها لبنان في منتصف شهر أيار/ مايو المقبل قائلا: إنه “حتى هذه الأثناء حققت القوات الروسية التقدم المطلوب. وهناك سيطرة على عدة معابر رئيسية. وهناك توغلات تجاوزت ال 250 كيلومترا في الداخل الأوكراني. ومن الصعب على الأوكرانيين القيام بهجوم معاكس لدحر القوات الروسية”.
وأضاف العميد المتقاعد: “في المقابل كلما توغل الجيش الروسي، كلما تعرض لحرب استنزاف من قبل الجيش الأوكراني والمجموعات المقاومة التي تقاتل بأعداد صغيرة جدا ومزودة بأسلحة مضادة للآليات”.
وقال إن “الأرقام التي وردت تشير إلى أن عدد الصواريخ المضادة للآليات. التي سُلمت للجيش الأوكراني تتجاوز الـ 17 ألف صاروخ وهي صواريخ دقيقة جدا. وألحقت حتى هذه اللحظة أضرارا جسيمة بالآليات الروسية. ولكن هذا الاستنزاف لا يمنع من أن التفوق هو لصالح روسيا”.
وتابع الحلو في مداخلة صحفية: إن لم تنجح روسيا في تحقيق أهدافها في الداخل الأوكراني. فإن هذا التعثر لن يكون له تداعيات مهمة على سوريا والأسد. والسبب هو أن الملف السوري لا يتعلق فقط بروسيا، وإسقاط الأسد. ولم يعد هدف واشنطن أو حلفائه من العرب. وبالتالي مضايقة سوريا بروسيا قد تحدث عن طريق أعمال عسكرية وعدوانية. ولكن إسقاط نظام الأسد غير مطروح أميركيا وغير مطروح عربيا”.
وأشار إلى أن “السبب هو. أن سقوط النظام في سوريا يعني سيطرة تركية على دمشق أو حدوث الفوضى وعودة التنظيمات المتطرفة، مما يشير إلى استخدام. سوريا كقاعدة عمليات ضد دول الخليج”، معتبرا أن هاجس هذه دول هو السيطرة التركية، وهم وافقوا على بقاء نظام الأسد لأنه يشكل عازلا أمام التركي” على حد قوله.
بديل بنفس الأهداف
ويردف العميد أنه “بالنسبة للأميركي. فهو يريد بديلا يؤمن بنفس الأهداف. ما يعني وجود سد في وجه الأصوليين، لا يستخدم سوريا قاعدة إنطلاق لأعمال معادية في إسرائيل وبالتالي لا أرى أن هناك توجها لإسقاط نظام. الأسد، هناك تلاقي مصالح أميركية روسية عربية إسرائيلية على بقاء نظام الأسد”.
ويتابع أنه في أقصى الأحوال، فإن تداعيات الفشل الروسي على الحليف السوري، قد “تؤدي إلى بقاء القوات الأميركية في سوريا وعدم انسحابها. ومضايقة القوات الروسية وعرقلة مشاريع موسكو في تهدئة الأوضاع. إضافة لتشجيع تركيا على التسلط في سوريا وعدم إيجاد الحلول”. ويتابع “أنا لا أرى أن هزيمة بوتين قد تلحق الضرر بنظام الأسد. وبحال هزم بوتين سنشهد حكما بديلا في روسيا. وقد يبقى بوتين جزءا من هذا الحكم فالمصالح لا تتبدل بتغير الأشخاص”.