الحدث بريس : الصادق عمري علوي.
حس طبع المغاربة الوطني بمختلف أطيافهم تجلى في الإجماع على خطورة تحول حيثيات ظروف الحماية الفرنسية في ادعاء الإصلاح إلى استعمار ثقافي وديني وعسكري ..هذا الأمر خلق وعيا مجتمعيا شاملا بأن وجود موظفي الاستعمار وأعوانه يهدد وحدة المغرب وسلامة أراضيه ، ومقدساته … فكان من نتائج هذا الوعي وتضحيات المقاومين المغاربة في الداخل والخارج صدور وثيقة المطالبة بالاستقلال 11 يناير 1944 التي أتت في سياق التحولات التي شهدها العالم خصوصا ما أسفرت عنه ونصت عليه وثيقة الأطلنتي للحلفاء في تكريس مبدأ حق الشعوب في حكم نفسها بنفسها دون استثناء .
لذلك كان هذا الحدث الوطني وما يحمله من دلالات في تاريخ المغرب المعاصر حافزا لجمعية دار مولاي الشريف بن علي لتنظيم ملتقى تافيلالت للحضارة والتنمية ” بالجنوب الشرقي يومي 17 -18 يناير 2020 كعودة بالذاكرة لماضي التضحيات البطولية للشعب المغربي وقيادته ، من خلال القيام بتظاهرة ثقافية ذات الأبعاد التاريخية والثقافية ، للتذكير دائما بالملاحم البطولية التي خاضتها المقاومة الوطنية المغربية بقيادة السلطان محمد الخامس في سبيل الحصول على الحرية ونيل الاستقلال .
يظهر من خلال البرنامج المسطر من طرف الجمعية وشعار الملتقى كدورة أولى أطلقت عليها ” دورة المولى الحسن الداخل أن رمزية هذا الحدث تحيل على رغبة ملحة لإحياء الموروث الذي يذكر بصفحات أمجاد وملاحم الماضي التاريخية لملوك المغرب عبر التاريخ ، وتركيزا منها إجمالا على أهمية نشر وإشاعة القيم الوطنية التي طالما ساهمت في جمع الكلمة، وتوحيد الصف، ومواجهة الأخطار المحدقة بوحدة المغرب من طرف الأعداء المتربصين بأمنه وسلامته ،وتقدمه .
انطلقت أنشطة الجمعية بحضور جمع من المواطنين والمواطنات من مختلف مناطق المغرب صباح يوم الجمعة إبتدأ بتنظيم زيارة لمتحف فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير مولاي علي الشريف ” تلتها زيارة جماعية لضريح المولى الحسن الداخل ، وهناك استمع الحضور لكلمة ممثل الجمعية السيد العلوي بن الشاد الذي تحدث عن الشريف العالم الفقيه الحسن الداخل و ما تميز به من مناقب وخصال جعلته محط أنظار أهل تافيلالت .
بعد ذلك توجه الجمع لضريح المولى علي الشريف ، حيث أقيمت صلاة الجمعة بالمسجد المجاور له ، أمهم محافظ الضريح داعيا في ختام خطبته الله عزل وجل أن ينصر جلالة الملك محمد السادس ويحفظه في شعبه ويشمله بموفور الصحة والعافية ، ويديم على المغرب نعمة الأمن والسلام ، وسائر بلاد المسلمين .
في المساء استمع الحضور لآيات من الذكر الحكيم ؛ تلاه ترديد جماعي للنشيد الوطني ، ثم كلمة الجمعية المنظمة للملتقى ، كما تابع الحاضرون بالقاعة الكبرى لجماعة مولاي علي الشريف الندوة العلمية التي عرفت مشاركة ثلة من الأساتذة الباحثين من بينهم د : محمد أمراني علوي بمداخلة تحت عنوان ” وثيقة المطالبة بالاستقلال وترسيخ مفهوم الوحدة : السياق والدلالات” تلتها مداخلة د : عبد الخالق كموني تحت عنوان : ” وثيقة المطالبة بالاستقلال يناير 1944 من تقديم العريضة إلى الأحداث الدامية بالمدن المغربية ، ثم مداخلة د : مولاي حسن السويدي بعنوان : ” المقاومة الوطنية بجهة درعة تافيلالت : ملاحم خالدة “.
بعده جاءت مداخلة د : عبد الرحمان هبة الله عنوانها ” جهود أعلام تافيلالت في مقاومة الغزو الأجنبي وترسيخ الهوية الدينية والوطنية للأمة المغربية ”
وكذا مداخلة د : اباسيدي أمراني علوي ” التي تحدث من خلالها عن “مقاومة الاستعمار بتافيلالت والمرجعية الدينية ”
ثم مداخلة د : عبد الواحد الهاروني علوي ” جوانب من الحياة الدينية بتافيلالت ودور الزوايا الصوفية في مقاومة الاستعمار الفرنسي ” تلتها مداخلة د : محمد ديدي علوي ” نداء من تافيلالت : التجانس العرقي سر من أسرار الوحدة الوطنية ودعم للمسيرة التنموية لأمير المؤمنين ” .