إستنكر خبير القانون الدولي محمد محمود مهران، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول “إطلاق الجحيم” في غزة و وقف المساعدات عن مصر و الأردن.
و إعتبر مهران أن هذه التصريحات تمثل تحريضا صريحا على إرتكاب جرائم حرب، مؤكدا أن التهديد بوقف المساعدات عن مصر و الأردن يعكس جهلا بطبيعة العلاقات الدولية.
و أوضح مهران في تصريحات أن تصريحات ترامب بشأن تحويل غزة إلى جحيم بحلول السبت تدخل في إطار التحريض المباشر على جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية، و هي جرائم تخضع لإختصاص المحكمة الجنائية الدولية.
و شدد الخبير القانوني على أن المساعدات الأمريكية لمصر ليست منة أو هبة، بل هي جزء من إلتزامات متبادلة مرتبطة باتفاقية كامب ديفيد و دور مصر المحوري في إستقرار المنطقة، مشددا على أن محاولة إستخدامها كأداة إبتزاز سياسي تعكس قصورا في فهم الإلتزامات الدولية.
و حول آليات الرد العربي، أكد مهران أن الوضع الحالي يستدعي تفعيل إتفاقية الدفاع العربي المشترك التي تأسست عام 1950، و التي تعتبر أي عدوان على دولة عربية عدوانا على جميع الدول الأعضاء. التهديدات الأمريكية و الإسرائيلية تستوجب موقفا عربيا موحدا.
و أضاف تمتلك الدول العربية أوراق ضغط إقتصادية و سياسية قوية، تشمل إمكانية تعليق الإتفاقيات التجارية و الأمنية، و تقليص التبادل التجاري، و إستخدام سلاح النفط، مؤكدا ان هذه الإجراءات مشروعة وفقاً للقانون الدولي كتدابير مضادة لمواجهة الإنتهاكات الخطيرة.
و عن موقف مصر، أشاد مهران بالموقف المصري الثابت في رفض مخططات التهجير القسري للفلسطينيين، مشيدا بالبيان الأخير لوزارة الخارجية المصرية و الذي يؤكد إلتزام مصر بالقانون الدولي و حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
و حول تداعيات تصريحات ترامب على إتفاق وقف إطلاق النار، قال مهران : التحريض على إلغاء الإتفاق و تصعيد العنف يمثل تهديدا مباشراً للسلم و الأمن الدوليين، مناشدا المجتمع الدولي مطالب بإتخاذ موقف حازم لمنع المزيد من التصعيد.
و إعتبر الخبير أن الوضع الحالي يستدعي تشكيل قوة عربية موحدة لردع أي محاولات للمساس بالأمن القومي العربي. التكاتف العربي في هذه المرحلة الحرجة ضرورة حتمية لحماية المصالح المشتركة.
خبير سياسي يتساءل : كيف يجرؤ ترامب على تهديد مصر ؟
بينما علق الخبير السياسي حسن سلامة، في تصريحات صحفية، قائلا : هناك إصرار من الرئيس الأمريكي على تبني الموقف الإسرائيلي في تصفية القضية الفلسطينية و في كل ساعة يطالعنا بمخطط مختلف تبدأ بالإستيلاء على القطاع ثم شراء القطاع و تطهيره ثم نقل سكانه إلى مصر و الأردن ثم التهديد، و كأنه شرطي العالم !، مضيفا : “السؤال هنا كيف تجرأ على الحديث مع مصر و الأردن بهذا الشكل و من أوكل له هذا ؟ “.
و أضاف سلامة : التصريحات المستفزة بشأن قطع المساعدات عن مصر لا تليق من دولة كبيرة و لا تليق بدول ذات سيادة، و بتصريحاته يحول السياسة من علاقات متبادلة إلى علاقات صراعية، بالتأكيد سيطلب موقف عربي موحد في القمة العربية القادمة، و حوار عربي أمريكي لتوضيح الصورة وتوضيح الرفض القاطع لعملية التصفيه و عملية التهجير.
و إختتم حديثه : لا يوجد قوة على أرض العالم تجبر شعب على ترك أرضه، و بهذه التصريحات يؤكد ترامب على إستمرار العدوان و إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل بإستمرار العدوان و هذا في حد ذاته مخالف للقانون الدولي و الأعراف، و الأمر الأخير هو أن هناك مخطط مدبر لتصفية القضية الفلسطينية.
و هدد الرئيس الأمريكي المملكة الأردنية الهاشمية و جمهورية مصر العربية بوقف المساعدات إذا رفضتا إستقبال لاجئين فلسطينيين ضمن خطته لتهجير أهالي قطاع غزة، مشيرا إلى إعتقاده بأن “الأدرن سيستقبل اللاجئين”.
و يأتي ذلك عقب تجديد ترامب، تصريحاته الداعية إلى تهجير سكان قطاع غزة، و ذلك تحت ذريعة إعادة الإعمار، في وقت يواصل الجيش الإسرائيلي خروقاته لإتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل يومه الـ23.