قد يتبادر إلى الأذهان أسئلة من هذا النوع: هل ممارسة الجنس مثل ممارسة التمرينات الرياضية، وما يصاحب ذلك من حرق للسعرات الحرارية؟ أي هل تكون العلاقة الحميمية مثل الركض أو ممارسة الألعاب الرياضية؟
هذا الأسئلة طرحت في الآونة الأخيرة بالعديد من المنصات، ويبدو أن المسألة كانت موضع بحث من قبل العلماء الذين قدموا إجابات أولية حول الموضوع، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست.
وتقول الصحيفة في إجابة على سؤال: هل ممارسة الجنس بمثابة ممارسة التمارين؟ “يبدو أن الإجابة، من نواحٍ مختلفة، هي نعم”.
في دراسة أجريت بجامعتي ألميريا ومورسيا في إسبانيا، راجع الباحثون دراسات سابقة لأشخاص أثناء الجماع. في الدراسات التي ارتدى فيها الأشخاص أجهزة تعقب، ارتفعت ضربات القلب، ومعدلات حرق السعرات الحرارية.
في واحدة من هذه الدراسات، بلغ إجمالي استهلاك الطاقة خلال جلسة واحدة من النشاط الجنسي 130 سعرا حراريا ، بينما في تجربة أخرى، تجاوز استهلاك الطاقة حوالي 101 سعر حراري للرجال و69 سعرا حراريا للنساء.
وتشير هذه البيانات إلى أن النشاط الجنسي يمكن أن يتسبب في مجهود بدني “بكثافة معتدلة أو قوية”، وفق خوسيه إم مويور، الأستاذ في مركز الأبحاث الصحية بجامعة ألميري، الذي قاد دراسة المراجعة.
وهذه الأرقام تتشابه مع ما يحدث أثناء الجري الخفيف، باستثناء معدل ضربات القلب في ذروتها، التي عادة تحدث أثناء النشوة الجنسية.
وتشير الصحيفة أيضا إلى أن ممارسة الجنس قبل يوم من خوض منافسة رياضية أو القيام بتمارين في الغد لن يكون مضرا، على عكس ما هو شائع.
وخلصت مراجعة طبية نشرت في Scientific Reports عام 2022 إلى أن “النشاط الجنسي خلال 30 دقيقة إلى 24 ساعة قبل التمرين، لا يبدو أنه يؤثر على اللياقة الهوائية أو التحمل العضلي أو القوة”.
وفي دراسة أخرى أشارت إليها جامعة هارفارد، راقب باحثون متطوعين أثناء سيرهم على جهاز المشي في المختبر وأثناء ممارسة النشاط الجنسي في المنزل.
وتم قياس معدل ضربات القلب وضغط الدم أثناء اختبارات التمارين الرياضية العادية وأثناء النشاط الجنسي “المعتاد” مع شريك مألوف في المنزل.
وتبين أن جهاز المشي أكثر صعوبة. على مقياس شدة من 1 إلى 5، مع كون الرقم 5 هو الأكثر شدة، إذ أعطى الرجال تمرين جهاز المشي 4.6 درجة، والجنس 2.7، وكان الجنس أقل إرهاقا بالنسبة للنساء من حيث معدل ضربات القلب وضغط الدم.
وقالت هارفارد إن الرجال يبذلون المزيد من الطاقة في التفكير والتحدث عن الجنس أكثر من الفعل نفسه، إذ نادرا ما يتجاوز معدل ضربات قلب الرجل 130 نبضة في الدقيقة أثناء الجماع، ويظل ضغط الدم الانقباضي أقل من 170.
ونتيجة لذك، يعتبر النشاط الجنسي، بشكل عام، مجهودا متوسطا.